حورات خاصة

محمد بن سلمان اختتم جولة خليجية ما سر توقيتها ونتائجها وما الرسائل التي حملتها لإيران

أنهى أمس الجمعة، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جولة خليجية جال خلالها على جميع عواصم دول مجلس التعاون الخليجي والتقى قادة تلك الدول، وأصدر معهم بيانات مشتركة تطرقت للعديد من القضايا الدولية والإقليمية.

فما سر توقيت زيارة الأمير محمد بن سلمان وجولته الخليجية بالوقت الذي شهدت المنطقة نشاطاً دبلوماسياً بعدة قضايا إقليمية، وقبيل القمة الخليجية السنوية خلال الشهر الجاري.

ولمعرفة نتائج وتداعيات الجولة الخليجية، التقت وكالة “ستيب الإخبارية”، مع المحلل السياسي السعودي، خالد الزعتر.

الخليج


جولة خليجية للتنسيق

يشرح المحلل السياسي السعودي، خالد الزعتر، سبب الزيارة وتوقيتها تزامناً مع النشاط الدبلوماسي الدولي في المنطقة.

ويقول: الجولة الخليجية للأمير محمد بن سلمان تأتي في إطار الاهتمام السياسي السعودي على رفع مستوى التعاون والتنسيق مع دول المنظومة الخليجية، وهذا ليس بالمستغرب فالمتابع للسياسة السعودية يجدها تلعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على منظومة التعاون الخليجي لتظل نموذجاً يعكس أهمية العمل المشترك وهو ما جعل هذه المنظومة تستطيع الاستمرارية والصمود على مدار العقود الأربعة الأخيرة أمام مختلف التحديات والصعوبات.

ويضيف: المتابع للنهج السياسي السعودي يجد أن المملكة تولي أهمية كبيرة لتكثيف التعاون والتنسيق مع دول الجوار وبخاصة دول التعاون الخليجي وهو الأمر الذي ساهم في أحداث نقل نوعية للعلاقة التعاونية والتنسيقية بين دول المجلس لما يخدم تطلعات شعوب المجلس وأيضاً ما يخدم تحقيق الخطط الاقتصادية طويلة الأمد بخاصة وأن دول المجلس تمتلك جميعها رؤى اقتصادية وسياسات اقتصادية وتنموية تتقاطع في أهدافها الرئيسية على غرار رؤية السعودية ٢٠٣٠.

ويتابع: ولتكون المنظومة الخليجية أكثر استمرارية في تأدية دور تأثيري في التعامل مع أحداث المنطقة وبالتالي تساعد في ملء الفراغ الذي أحدثه تراجع دور الجامعة العربي التي أصبحت تعاني من الترهل السياسي الذي جعلها تفتقد الحيوية في التعاطي مع أحداث المنطقة ومخلفات أحداث  الربيع العربي، بخلاف منظومة التعاون الخليجي التي استطاعت أن تحافظ على نموذجها التعاوني، وأثبتت صلاتها وتماسكها برغم كافة التأثيرات والتي اثبتت انها لاتزال تحتفظ بحيويتها السياسية وقدرتها على تجاوز الخلافات والاختلافات وقدرتها على التأثير في مجريات الأحداث في المنطقة.

 

جولة اقتصادية بامتياز

يؤكد “الزعتر” أن جولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الخليجية أخذت طابعاً اقتصادياً وهذا يؤشر على أن مسألة الاقتصاد أصبحت هي مركز الاهتمام الخليجي وبذلك تتوافق مع المتغيرات الدولية.

ويقول: أصبح الاقتصاد هو المحرك الرئيسي في العلاقات الدولية في النظام الدولي الجديد بخاصة بعد بروز الصين كقوة اقتصادية وهو ما ساهم في تغيير أدوات القوة فلم يعد المجال العسكري هو أداة القوة كما كان أعقاب الحرب الباردة وظهور نظام القطب الأوحد الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، والذي جعل المركزية تكون لمسألة القوة.

ويضيف: إن دول الخليج اليوم تولى أهمية كبيرة لمسألة التعاون الاقتصادي والعمل على صياغة سياسات ومبادرات وبرامج اقتصادية تكون مكملة لبعضها البعض وفق ما يخدم الحفاظ على منظومة التعاون الخليجي كقوة اقتصادية تحتل مكانة متقدمة في النظام الدولي الجديد الذي أخذ في التشكيل نحو التعددية القطبية والذي يعد التفوق الاقتصادي هو الحلقة الرئيسية فيه.

ويتابع: استطاعت منظومة التعاون الخليجي أن تحافظ على وجهات نظر متقاربة تجاه قضايا المنطقة يلاحظ ذلك من خلال بيانات القمم الخليجية التي تحمل معها وجهة نظر متقاربة تجاه القضايا الإقليمية وبخاصة تجاه إيران وسياساتها “الإرهابية” ومحاولاتها لتطوير برنامجها النووي، واليوم مع المرحلة الجديدة التي تقف دول التعاون الخليجي والتي تتجه أكثر نحو مستويات عالية من الشراكة الاستراتيجية في كافة المجالات وبخاصة المجال الاقتصادي والتي أظهرت تطابق في البرامج والسياسات الاقتصادية بدول المنظومة الخليجية، نجد أن ذلك سيكون لها انعكاس على المجال السياسي ما يجعل دول المجلس مستمرة في التوافق في وجهات النظر والمواقف السياسية إلى حد كبير حول قضايا المنطقة.

 

دول الخليج تتجاوز الخلاف

ويشير المحلل السياسي السعودي، خالد الزعتر، إلى أن دول المنظومة الخليجية أثبتت قدرتها على تجاوز كافة العقبات والحفاظ على أداء المنظومة الخليجية.

ويقول: منذ توقيع اتفاق العلا سعت دول مجلس التعاون الخليجي إلى إغلاق كافة ملفات الخلاف وبخاصة مع قطر وبالتالي افتتاح صفحة جديدة من التعاون والتنسيق وتحقيق الشراكة الاستراتيجية وزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى قطر قادت إلى استعادة أعمال المجلس التنسيقي السعودي القطري ليحقق ما حققته كافة المجالس التنسيقية التي أنشأتها السعودية مع دول الخليج وهو مايدشن مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية ما بين السعودية وقطر.

لافتاً إلى أن المجلس التنسيقي السعودي القطري يكتسب أهمية كبيرة في مأسسة وتعزيز العلاقات السعودية القطرية وتطويرها نظرا لما يشتمل عليه من مبادرات تعاون نوعية في مختلف المجالات وآليات حوكمة فعالة لمتابعة تنفيذها، كما تستند مبادرات مجلس التنسيق السعودي القطري إلى رؤية المملكة 2030 ورؤية دولة قطر 2030.

 ويضيف: مواجهة المشاريع الإرهابية والصفوية الإيرانية يعد ثابت من ثوابت دول مجلس التعاون الخليجي بخاصة وأن إيران دولة ذات طموحات توسعية تستهدف دول الخليج بالدرجة الأولى، ولذلك فإن دول الخليج ماضية في مسألة التنسيق والتعاون السياسي والأمني في مواجهة إيران.

مؤكداً أن دول الخليج حريصة كل الحرص على كل ما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وهي سبق ووضعت الكره في ملعب النظام الإيراني الذي عليه أن يتخلى عن عقلية الميلشيات والانتقال إلى الدولة الطبيعية التي تحترم القوانين الدولية وتحترم حسن الجوار.

وختم “الزعتر” موضحاً بأن إيران ستنظر لهذه الجولة الخليجية التي قام بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بحالة من عدم الارتياح بخاصة وأن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى البحرين تضمنت عدد من المبادرات في التعاون في المجال العسكري والأمني والأمن السيبراني، وبالتالي فإن التعاون في المجال العسكري والأمني والأمن السيبراني خطوة مهمة في سياق تطوير العمل العسكري المشترك والتعاون الدفاعي وهو رسالة لابد وأن تستوعبها إيران جيداً وأن تتوقف عن سياساتها الإرهابية.

محمد بن سلمان اختتم جولة خليجية ما سر توقيتها ونتائجها وما الرسائل التي حملتها لإيران
محمد بن سلمان اختتم جولة خليجية ما سر توقيتها ونتائجها وما الرسائل التي حملتها لإيران

حاوره: جهاد عبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى