الشأن السوري

رحلة ناشط عبر الحدود التركية .. تفاصيل المغامرة المميتة

هجر سوريا منذ اندلاع الثورة السورية ما يزيد عن ستة ملايين شخص خارج سورية، وأكثر من سبعة ملايين آخرين نزحوا داخلياً، وكان العدد الأكبر للنازحين في دول الجوار ضمن تركيا حيث قدر عددهم بنحو ثلاثة ملايين نازح .

 

إلا أنّ أحداً لم يسأل هؤلاء النازحين كيف وصلوا لهذه البلاد حول سوريا، بالرغم من معرفة الجميع أنّ السوريين باتوا ممنوعين من عبور الحدود لأيّ دولة بشكل نظامي، حيث يلجأ السوريين لعبور البحار، و التهريب بين الدول عن طريق عصابات متخصصة بذلك، معرضين أنفسهم لخطورة قد تصل لفقدانهم حياتهم قبل وصولهم لتلك الدول .

 

الناشط ” فادي الصيرفي ” من حي القابون الدمشقي يتحدث مع وكالة ” ستيب الإخبارية ” عن رحلته عبر الحدود ويقول: ” ما حصل شيء يفوق الوصف خرجنا أنا وعائلتي إلى بلدة دركوش الحدودية لنعبر بإحدى طرق التهريب إلى تركيا ” .

 

و يضيف : ” بعد انتظار ما يقارب الست ساعات انطلقنا في الساعة الرابعة صباحاً يوم أول أمس الأربعاء ، لنجتمع بباقي الأشخاص الذين يريدون العبور إلى تركيا، كانت الدفعة مؤلفة من ثمانية و عشرين شخصاً ، أنا و عائلتي خمسة أشخاص”.

 

و يقول الصيرفي إنّ من بين النازحين في مجموعته كان هناك أشخاص عراقيين من الطائفة الشيعية ، موضحاً أنّه عرفهم من بعض العبارات التي كانوا يقولونا مثل ( يا ولي و يا حسين )، وبعض الوشوم على أجسامهم التي تحمل اسم ( الحسين ) .

 

و بعد عناء ست ساعات من رحلة المجموعة التي تضم الصيرفي وعائلته، بدأ عناصر ” الجيش التركي ” و ” هيئة تحرير الشام ” بإطلاق الرصاص العشوائي من جميع الأنواع هناك، و يتابع : ” على إحدى قمم الجبال كان هناك قناصاً يرابط على القمة بدأ بإطلاق الرصاص علينا، أصبحنا تحت مرماه نمر بشكل زاحف “.

 

مضيفاً : ” التقينا عند مكان القناص برجل مسن يبلغ من العمر سبعين عاماً تقريباً كان يصارع الموت رمى نفسه على الأرض وبدأ يقول الشهادتين أخبرنا المهرب و الدليل ولكن لا حياة لمن تنادي “.

 

معاناة تلك المجموعة في عبور الحدود لم تنتهي بسرعة واستمرت لساعات، و يشير الصيرفي إلى أنّه كان يحمل والدته التي أغمي عليها خلال الرحلة، بينما لم يستطع الرجل المسن مغادرة المكان و لم يجد من يسعفه من هناك .

 

حياة الإنسان و خصوصاً السوريين التي لا قيمة لها اتضحت جلّية في ردّ المهرب على الصيرفي ومجموعته حين أخبروه عن وضع ذلك الرجل المسن في الطريق حين قال بلهجته المحلية ” يصطفل مين قلو يجي إذا بدو المصاري يجي ياخدهم “.

^37B6C7429EC241202EB8AB2F73E959DF9D071DCF3E753B45ED^pimgpsh fullsize distr

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى