الشأن السوري

روسيا تسعى لعرقلة دعم منظمة حظر الكيماوي وتُشعل مواجهة دبلوماسيّة

التقى ممثلو “143” دولةً في “لاهاي” اليوم الثلاثاء، في اجتماع خاص لـ “منظّمة حظر الأسلحة الكيميائية” دعت إليه بريطانيا ودول أخرى مثل فرنسا والولايات المتحدة بهدف توسيع صلاحيات المنظّمة.

وفي كلمة بمقرّ المنظّمة دعا وزير الخارجية البريطاني “بوريس جونسون” دول العالم إلى دعم مقترح بلاده بمنح “منظّمة حظر الأسلحة الكيميائية” سلطة تحديد الجهات المسؤولة عن شنّ هجمات بالأسلحة السامّة وتوجيه الاتهامات. قائلًا: إنّه ينبغي ألّا يسمح العالم بـ “تآكل حظر الأسلحة الكيماوية”.

وقالت كلّ دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا: إنّها ستدعم “منح المنظّمة صلاحيات جديدة” بينما اعتبرت روسيا أنّ ذلك من شأنه أن يقوّض سلطة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. حيث سعت روسيا بدعم من إيران والنظام السوري، إلى عرقلة الاقتراح، ما أشعل مواجهة دبلوماسيّة جديدة بين الطرفين. وقال الموفد الروسي “جورجي كلامانوف”: إنّ موسكو “لن تدعم مسودة القرار البريطانية وستكشف عن مسودتها الخاصة” كما عرّقل سفير روسيا في هولندا “ألكسندر شولغين” النقاش استنادًا إلى أمور إجرائية.

وبدروه، حذّر رئيس المنظّمة “أحمد أوزومجو” من أنّه “اذا لم تحدث المساءلة فإنّه لن يكون بالإمكان تجنّب عودة ظهور المواد الكيميائية كأسلحة حرب وإرهاب”.

ونيابة عن الاتحاد الأوروبي قالت المندوبة البلغارية “جوديت كورومي”: “نعتقد أنّ هذه هي مهمّة المجتمع الدولي .. ومسؤوليته بتحديد ومحاسبة الأشخاص والكيانات والجماعات والحكومات المسؤولة عن استخدام الكيماوي، ولا يمكن أن يكون هناك إفلات من العقاب”. وعند افتتاح الجلسة قال رئيسها “عبد الوهاب بلوكي”: إنّ المسؤولين عن الهجمات الكيميائية “يجب أن يعاقبوا استنادًا إلى أدلة حقيقيّة وقوّية”.

فيما سادت التوترات منذ الدعوة لهذا الاجتماع، واستغرق مجرّد تبنّي أجندة الاجتماع وقتًا طويلًا تخلّله نقاش حاد بين مندوبي روسيا وسوريا وإيران من جهة وسفيري الولايات المتحدة وكندا من جهة ثانية. ولم يتم التوصّل إلى توافق مبكر على مسودة القرار البريطاني، قُبيل التصويت عليه خلف أبواب مغلقة غدًا الأربعاء. ومن أجل تمريره، يحتاج المقترح البريطاني إلى أغلبية الثلثين. لكن مصادر ذكرت أنّ روسيا تعمل حاليًا خلف الكواليس لحشد الدعم لإسقاط المقترح.

ويأتي هذا الاجتماع قُبيلَ صدور قرار طال انتظاره عن مفتشي هذه المنظمة الدولية بشأن هجوم لنظام الأسد بغازي السارين والكلور استهدف مدينة دوما السورية في السابع من نيسان / أبريل الفائت. ويوم أمس، قالت موسكو: إنّ تقرير الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول برزة وجمرايا في دمشق “متحيز”.

المصدر: (AFP)
resize

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى