الشأن السوري

الفساد والمحسوبيات تزيدان المعاناة في “مخيم الأرامل” شمال إدلب

تُعاني قاطنات (مخيم الفاروق) الخاص بالنساء الأرامل وأولادهن والواقع بالقرب من مدينة “سرمدا” شمال إدلب، من نقص الحاجيات الأساسية في الحياة كغيره من مخيمات النزوح.

وأفادت “أم ربيع” إحدى الأرامل النازحات من بلدة “كفرسجنة” (جنوب إدلب) لوكالة “ستيب الإخبارية” بأنّ زوجها توفي قبل خمس سنوات مما اضطرها إلى السكن في مخيمات الأرامل منذ ثلاث سنوات هي وأطفالها الأربعة (بنتين وولدين).

ووصفت أوضاع المخيم بـ “السيء جدًا” بسبب كثرة العوائل الموجودة فيه من جهة والفساد في إدارة المخيم التي لا تقدّم سوى سلة إغاثية واحدة كلّ شهرين ولا يتجاوز ثمنها أكثر من “٤٠٠٠” ليرة سورية بالإضافة إلى أنّ إدارة المخيم تأخذ من العوائل ثمن الكهرباء والماء والنظافة وأيّ مخالفة لما سبق يتم قطع ذلك عن العوائل. مشيرةً إلى ارتفاع سعر الكهرباء من “1500” ل.س إلى “2500” وسعر خدمات النظافة من “200” ل.س إلى “400” ل.س، كما أنّ الدفع مماثل للجميع سواء من يُشغل فقط “إنارة” أو “أدوات كهربائية”، أمّا بالنسبة للمياه فكان سعرها ألف ليرة إلّا أنّ أحد الأشخاص كفلها مؤخرًا وأصبحت مجانية، وتأتي بمعدل يوم وتنقطع يوم. على حدّ قولها.

وأضافت: أنّه يتم تحويل المنظّمات التي تأتي لكفالة المخيم إلى مخيمات أخرى من قبل مديرة المخيم “فاطمة الحسن” (أم حسن) والتي تقوم باختيار شخصيات مُعينة من المخيّم يتم التوزيع لهم في كلّ مرّة متجاهلة بذلك باقي العوائل المحتاجة، حيث يوجد أطفال معاقين ونساء عجزة ومرضى بالسرطان والربو والقلب “مهملين تمامًا من قبل إدارة المخيم”، ورغم وجود مستوصف إلا أنّ الطبيب ليس ذو خبرة ويقتصر الدواء على المسكّنات فقط، أمّا باقي الأدوية يتم شرائها من صيدليات خاصّة، مما اضطر بعض النساء في المخيم إلى العمل خارجه بتنظيف المنازل، وغيرها من الأعمال لتأمين لقمة العيش مع عدم توفّر العمل لكلّ النساء في المخيم، فضلًا عن تهميش فئة معينة. كما نوّهت إلى وجود شرطة نسائية في المخيم واصفةً معاملتهم للعوائل بـ “السيئة جدًا”. بحسب وصفها.

وبدورها، “أم حسن” مديرة مخيم الفاروق للأرامل قالت لوكالة “ستيب الإخبارية”: إنّ وضع المخيم الذي تقطنه “87” عائلة بعدد (500) شخصٍ نازحين من ريفي حماة وحلب، نوعًا ما “جيّد”، فالماء والخبز متوفران مع سلل غذائية للجميع، ولكن العائلة التي عندها ستة أولاد ليست كالعائلة التي عندها ولدين.

وأضافت مديرة المخيم: أنّ “إدارة المهجّرين” المسؤولة عن المخيم تُحاول تقديم كل ما تستطيع، وساعدت في تخفيف نفقات المخيم، وقامت مؤسسة “لكي تبرأ الذمم” بتوزيع مبالغ ماليّة مرّتين للمخيم في 13 شعبان و27 رمضان، ولم تقطع تقديم الخبز وأدوية أساسيّة وتوفير الماء للمخيم، ولكن المنظّمات لا تسطيع أن تُلبّي حاجات الجميع، بالإضافة إلى مساعدات من الوقف التركي، وكلّ فترة يأتي الهلال الأحمر التركي بعيادة متنقلة للمخيم. ولكن يوجد “نسبة فقر” فبعض العائلات لديهم كفالات والبعض ليس لديهم، ولكن “وعدنا بمساعدة الجميع حسب الاستطاعة قريبًا”. وفق قولها.

 

IMG 18072018 173316 0

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى