الشأن السوري

رحيل المفكّر سلامة كيلة، فجيعة عربية وصفعة على وجوه المستبدين

توفي المفكّر الفلسطيني “سلامة كيلة” اليوم الثلاثاء الموافق لـ الثاني من أكتوبر / تشرين الأول الجاري، في العاصمة الأردنيّة عمّان عن عمر ناهز 63 عامًا، بعد مسيرة طويلة من المعاناة مع المرض.

أنتج “كيلة” العديد من المقالات والكتب الثقافية والإبداعية الفكرية في عدة مجالات ساسية واقتصادية والتي قُدّرت بنحو 30 كاتبًا، أهمها ما تحدّث عن واقعية اليسار العربي والماركسي الخاص في ظل ثورات الربيع العربي، كما أنه كان من آوائل المناهضين لنظام الأسد، حيث أصدر أبرز كتبه تحت عنوان “ثورة حقيقية.. منظور ماركسي للثورة السورية”، والتي لخّصت وقائع الاضطهاد الذي مورس بحق الثورة من قبل السلطة الأسدية الحاكمة ومثيلتها من الفكر الجهادي الذي عمل على أصلنة التطرف وأقحمه في الثورة بشكل أو بآخر، ونقد من خلاله التجربة التنظيمية والأيديولوجية للماركسية الرائجة.

آخر ما كتبه “سلامة كيلة” قبل وفاته، “على النخب أن تلمس وضع الشعب الجديد، أي الذي نهبته هذه النظم، وأن تؤسس سياساتها على ضوء الوضع الجديد، لكنها اكتفت بالردح ضدَّ الاستبداد، وقد أصرَّت على عدم رؤية وضع الشعب، ربما لأنها تعرف أنَّ انحيازه للنظم هو الذي همّشها، من دون أن تفهم سبب ذلك، وما عليها فهمه لكي تلاقي الشعب من جديد. بدل ذلك، كان الردح ضدَّ الاستبداد هو منطقها. لكن.. ماذا يفيد الردح هنا؟”.

تعرّض في زمن الأب “حافظ الأسد” للاعتقال من عام 1992 إلى اوآخر عام 200 بتهمة مناهضة أهداف ثورة الحزب، وتعرّض حينها لتعذيب شديد، وبعد انطلاق الثورة السورية اعتقل مرة أخرى عام 2012 على يد الأجهزة الأمنية على خلفية مواقفه المؤيدة للثورة، ليتم ترحيله قسرًا من سوريا إلى الأردن.

ولد المفكر الفلسطيني في مدينة “بيرزيت” عام 1955، وحصل على درجة بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة بغداد عام 1979، ونشط سياسيًا في اليسار العربي والمقاومة الفلسطينية لسنوات.

ADGG

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى