الشأن السوري

انتهاكات حقوق الإنسان في الغوطة الشرقية في الذكرى السنوية لاختفاء الناشطة زران زيتونة

استكمالا لملف معتقل التوبة التابع لتنظيم القيادة الموحدة

تم توثيق أسماء ثلاثة أطفال قضوا في انفجار لغم أثناء إجبارهم على حفر نفق على حاجز المجنزر التابع لتنظيم جيش الإسلام باتجاه مخيم الوافدين ,

ينتمي الأطفال الشهداء إلى قرى و بلدات الغوطة الشرقية و قد تم اختطافهم قبل أشهر من استشهادهم و تعرضوا للتعذيب و الضرب المبرح أثناء التحقيق معهم لاتهامهم بالتعامل مع قوات النظام السوري و تتراوح أعمار الأطفال الشهداء بين 8 سنوات و 14 عاما و يتم إجبارهم على الحفر لساعات طويلة بالإضافة إلى اجبار البالغين أحياناً على القيام بهذه الاعمال.

و قد شهدت هذه الحادثة و حوادث أخرى موت العديد من الأطفال و البالغين في أعمال الحفر على الجبهات , و قد تم تأكيد وجود عدد كبير من الأطفال في معتقل التوبة يتجاوز عددهم الخمسين طفل تم اختطافهم من قبل مسلحي تنظيم القيادة الموحدة و احتجازهم و تعذيبهم لفترات طويلة دون إبلاغ ذويهم بمكان تواجدهم لأشهر طويلة , و تم أيضا تأكيد وجود أكثر من عشرين عائلة كاملة مكونة من أب و أم و أطفال في معتقل التوبة حيث تُوضع النساء و الأطفال في غرف منفصلة عن غرف الذكور و يوضع الأطفال في غرف منفصلة عن البالغين ,

وتم تأكيد وجود مقبرة جماعية دُفن فيها العديد من المعتقلين الذين قضوا بسبب المرض أو الأعمال المٌجهدة في حين لم يتم تأكيد وجود أي حالات وفاة تحت التعذيب حتى الآن , و يشرف على معتقل التوبة تنظيم القيادة الموحدة بقيادة زهران علوش و نائبه  أبو محمد الفاتح و القاضي أبو سليمان طفور.

و في الذكرى الأولى لاختفاء الناشطة الحقوقية رزان زيتونة تُسجل الغوطة الشرقية عشرات حالات الاختفاء بشكل يومي و يظهرون بعد مدة زمنية في معتقل التوبة حيث يتعرضون للتعذيب الممهنج و الأحكام الجائرة التي تستند إلى أحكام الشريعة الإسلامية دون تفسير واضح و محدد لهذه الأحكام مما يتيح للقضاة التفنن في الاعتداء على المدنيين بغض النظر عن كونهم مذنبين , كما لا يسمح للمتهمين الدفاع عن أنفسهم أمام القضاء و يتم أخذ الاعترفات منهم بالإكراه.

تعقيب:
خلال البحث و التقصي عن وضع المعتقلين في المعتقل واجهنا صعوبات كبيرة تتعلق بشكل مبدأي بعدم وجود الاتصالات و صعوبة التواصل مع عائلات المعتقلين و المفقودين و العثور عليهم فضلا عن حالة الخوف و الرعب المنتشرة في أوساط الناشطين و عائلات المعتقلين يشبه إلى حد كبير الوضع الحالي في دمشق تحت سيطرة النظام السوري أو وضع الغوطة قبل الثورة و ننوه إلى أن وجود عشرات المعتقلين من الأطفال هو الدافع الرئيسي لنشر هذا التحقيق رغم الخوف من تعرض عائلات المعتقلين و المختطفين إلى اعمال انتقامية من مسلحي تنظيم القيادة الموحدة و معتقل التوبة.

 

مقالة 1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى