واقع الإعلام الثوري في سوريا اليوم
اسم المتسابق :ايهم باش
ملاحظة : المقالة المشاركة بالمسابقة لا تمثل رأي الوكالة بل تعبر عن رأي المتسابق فقط دون ان تتبنى الوكالة اية افكار او اراءا شخصية مذكورة ضمن المقالة
————————————-
أربع سنوات من الظلم والاستبداد حلَّت على سوريا بسبب نظام لا يزال مُصرا على تمسكِهِ بدفة الحكم و استخدامه قبضة من حديد في إسكات الشعب لأكثر من أربعة عقود
مع انطلاق أولى شرارات الكفاح الثوري عمِدَ بعضُ الشبان إلى اتخاذهم منحى مختلف في نضالهم وحرِصوا على تسجيل و توثيق كلِّ انتهاكٍ لنظام الأسد في سجل البشرية بدلاً من نثره بين طيات الدهر .
بدؤوا بهواتف محمولة استطاعوا بواسطتها إشعال نيران الثورة في كافة أنحاء البلاد وإيصال رسالة الشعب السوري إلى أقصى بقاع الأرض ، عبر تأسيسهم لمجموعات صغيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ، ثم انتقلوا إلى استعمال أجهزة الاتصال الفضائي فالكاميرات الاحترافية فالتواصل مع القنوات والشبكات العالمية و جعل أحداث سوريا أمام محط أنظار العالم أجمع .
لم يكون ذلك بالأمر السهل والبسيط ، إذ كانت تلك الكاميرا تشكل عائقا أمام النظام تمنعه من التسلي في جرائمه كما يحلو لهُ ، رغم الصمت الدولي والتواني في إيقاف آلة البطش تلك التي حصدت أرواح مئات آلاف السوريين وهجرت الملايين منهم .
حتى اعترف أتباع النظام بخطورة الإعلاميين عليه وراح يسعى للتخلص منهم و دبِّ الرعب في قلوب من يريد كشف بغيه وبطشه .
كانت النتيجة عكسية تماماً فمع قتل كل ناشط كان يزداد تركيز المنظمات الإنسانية وهيئات الدفاع عن حقوق الإعلام والصحافة ، و يزداد نشطاء سوريا عدداً و مهارة و إصراراً حتى غدت ساحات المعارك مرتعاً لهم ، يعشقون صوت دويَّ رصاصها و مدافعها ، فقط ليوصلوا الحقيقة خالصةً إلى العالم أجمع ، بعضهم سقط أرضاً إثر طلقة غادرة في صدره وهو يرصد تحركات عناصر النظام ، وآخر لم يتوانى البرميل عن قذفه من مكانه عندما كان يحاول توثيق ما سيحدثه ذاك الضخم من دمار ومجازر لم تكن بالحسبان .
و هناك من تسببت له مهمته الإنسانية تلك بإصابة أحد أطرافه أو فقدانها للأبد إلا أن عزيمته لم تنكسر أو تضعف أمام هدفه السامي الذي ضحى من أجله .
لا تزال مهنة الإعلام تقدم قافلة من شهدائها ابتداء بمحمد الحوراني مراسل قناة الجزيرة العربية وآخرهم مراسلي قناة أورينت نيوز رامي العاسمي و يوسف الدوس و سلام الخليل شهداء الحقيقة والكلمة الحرة .
و الحقُ لن يُثني عزيمتهُ جبروتُ ظالمٍ أو بغيُ الطغاة.