تذبذب روسي في تبرير انسحاب قواتها من سوريا

يبدو ان روسيا لا تريد ان تجزم سبب انسحابها بتعليل واحد , فتارة تقول انها انسحبت لانتهاء مهمتها في سوريا , و تارة اخرى تبررها برغبة في أن يحقق الشعب السوري مصلحته , و في مرات أخر ى انها استطاعت الحاق الضرر بمن أسمتهم “ارهابيين” , و استطاعت أن تعيد للنظام السوري ما خسره , و في أوقات أخرى قالت انها تسعى للمساهمة في رسم حل سياسي عبر مفاوضات جنيف.
و مع تذبذب التصريحات الروسية , علل وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” , أمس الثلاثاء , أن سبب قرار سحب روسيا لقواتها من سوريا , جاء انطلاقاً من مصلحة الشعب السوري ومنطقة الشرق الأوسط , معتبراً ان روسيا مهدت الطريق من خلال اجراءاتها للنصر على تنظيم الدولة .
و تابع لافروف “إننا لدى اتخاذ القرار بتعليق عملية القوات الجوية والفضائية الروسية في سوريا جزئيا , كنا ننطلق من تحقيق الأهداف التي طرحها الرئيس الروسي أمام القوات المسلحة” , مضيفاً أن ذلك جاء استجابة لطلب رئيس النظام السوري لتعزيز القدرات القتالية لجيش النظام , مضيفاً أن جيش النظام استطاع “استرجاع مواقعه في المسارات الرئيسية , كما تم إلحاق خسائر كبيرة بالإرهابيين”
و اضاف لافروف بحسب ما نقلته وكالة “سبوتنك” الروسية , ان ما قرار بلاده بشان بدء سحب القوات الروسية من سوريا “ليس لنيل الاعجاب” , مشدداً أن “ذلك سيساهم في حل القضايا الإنسانية بفعالية , وسيكون أساسا لتنظيم العملية السياسية المناسبة” , مشيراً الى أنه “بطبيعة الحال , فإن بدء المفاوضات سوف يتطلب المزيد من العمل المكثف من قبل روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة”
وقال لافروف إن الجانب الروسي يثمن عاليا دور دول الخليج في التسوية السورية ,لا سيما فيما يخص تشكيل “قائمة الرياض” للمعارضة السورية , و التي تعد من الأطراف الرئيسية في المفاوضات في بجنيف و أضاف لافروف “نحن نقدر ما بذله الشركاء السعوديون لكي تعدل هذه الفصائل ما أبدته من المواقف في يناير الماضي , ويبدو اليوم أنها مصممة على الانضمام إلى العملية السياسية السورية انطلاقا من ضرورة البحث عن حلول وسط والتوصل إلى اتفاقات”
و تمنى لافروف ان تتخلى كافة الدول اماركة في العملية السياسية في سوريا , ان تتخلى عن طموحاتها الشخصية , من أجل التوصل إلى اتفاق على أساس المبادئ التي تبناها مجلس الأمن في قراره رقم 2254 حول سوريا.