الشأن السوري

التل تحت الحصار والنظام يستخدم أوراق ضغط جديدة

تواصل قوات النظام و الميليشيات المساندة لها حصارهما لمدينة التل في القلمون الغربي بريف دمشق منذ عام و نيّف، و تمنع دخول المواد الغذائية و الطبية و المحروقات و غيرها إضافة لمنع دخول و خروج المدنيين، و السماح فقط للموظفين و الطلاب و منعهم من إدخال كميات كبيرة من قوتهم اليومي لأكثر من عائلة أثناء عودتهم.

و أوضح مراسل وكالة خطوة الإخبارية في القلمون أنّ الوضع يزداد سوءاً في مدينة يعيش فيها حوالي مليون نسمة من المدنيين الأصليين و الأهالي المهجرين، بينما باتت المحال التجارية و المنازل السكنية خالية من موادها وسط معاناة كبيرة يعيشها الأهالي دون التوصل إلى حل لفك الحصار و فتح الطرقات باتجاه المدينة رغم بذل الكثير من الجهود من قبل لجان المصالحة، و وجهاء البلدة و بعض فصائل الثوار و التفاوض مع قوات النظام عدّة مرات لكن الأخير يفرض شروطاً صعبة لفك الحصار، و الثوار و الأهالي يرفضونها رغم ضغط النظام على لجان المصالحة لإجبار أهالي التل على الرضوخ لطلباته .

و قال مراسل الوكالة بأنّ مبادرة اتفاق جديد طرحتها قوات النظام عبر عملائها و من خلال لجان المصالحة في مدينة التل تقضي بإدخال المواد الغذائية و الطبية و المحروقات إلى المدينة، و بكميات كبيرة لكن شريطة احتكار كافة المواد مقابل دفع ضريبة مالية و هي رفع سعر كل كيلو غرام 90 ليرة سورية، و الذي جاء بالمبادرة لجنة المصالحة و مجلس العائلات وعبر أحد أهم عملاء النظام والمستفيد الأكبر أبو أيمن المنفوش، والذي سيتولى إدخال سيارات الغاز و المواد الغذائية و غيرها .

و أشار مراسل الوكالة إلى أنّ المبادرة لقيت رفض أغلب فصائل الثوار و الأهالي في مدينة التل، فيما لقيت قبول البعض أيضاً، و منهم قادة من الجيش الحر و المجلس المحلي في المدينة للوصول الى مآربهم الشخصية .

من جهتها أكدت كتائب الفتح و بعد الدراسة و المشورة مع باقي الفصائل الثورية في المدينة و أهل التجربة من المناطق المجاورة الذين مروا بهذا النوع من الحصار قرروا رفض هذا الاتفاق الذي سوف يمنح النظام أكثر من ملياري ليرة شهرياً لينفقها على قتل و إذلال الشعب السوري كما قرروا تأجيل الرد على الاتفاق إلى حين استبيان موقف أهالي المدينة من خلال تعبيرهم عن رأيهم بكافة الوسائل المتاحة من التظاهر ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها بحسب ما أفاد مراسل الوكالة .

و ذكر مراسل الوكالة إنّ النظام بهذه الطريقة لن يفك الحصار عن الأهالي في مدينة التل و سيضغط عليهم للاستفادة من مبادرته إلى أكبر حد و في السياق ذاته قام عناصر قوات النظام في حاجز جسر معربا النازل من منطقة الدريج بتنبيه كافة سيارات المدنيين في بلدة عين منين المتاخمة لمدينة التل بأنّه ممنوع إحضار المواد التموينية و الخضار بطريق العودة من الشام إلى منين، و بالتالي فإنّ النظام يوجه أنظاره إلى حصار بلدة منين أيضاً رغم سيطرته عليها، كما تتواجد ميليشيا الدفاع الوطني بداخلها لكنّه سيحاصر آلاف المدنيين فيها، و الوصول إلى مبادرة شبيهة لمدينة التل في سيناريو يخطط له النظام عبر عملاءه في باقي مدن القلمون .

IMG-20160704-WA0006

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى