مقال رأي

الغلو لا يُعالج بالغلو ..

بقلم الأمين العام لجبهة الأصالة والتنمية ” خالد الحماد “

داعش رمز الغلو تُكتب لها رواية جديدة في محافظة ديرالزور ،وتسيطر على مناطق حيوية وتتقدم نحو المطار ،فهل هذه مقدمة لتنظيف المكان الذي ستستقر فيه ؟!

إن العمليات التي شنها تنظيم داعش أمس كانت من قبل قوات النخبة القادمة من الموصل ،ولم يكن لدى قيادات ديرالزور العلم بها ،فهو قرار مركزي(دولي)!!

فهل ستتوجه داعش الى البادية والحدود الأردنية،أم ستتوجه إلى الغوطة الشرقية لإنهاء الفصائل وتهديد النظام في عقر داره؟!

أسئلة كثيرة لا يجاوب عنها إلا صانعو السياسة الدولية فقط،ولكن ما دور الدول الإقليمية في مسرحية هذا الغول المصنوع من الورق فهو يتمدد وينكمش حسب الأجواء السياسية!

وللأسف لازلنا في العالم العربي والإسلامي لا نملك القوة الكافية والمؤثرة في مجتمعاتنا فضلا على أن نؤثر في غيرنا ،ونحمي شعوبنا وبلداننا من الاختراق الذي يوجه أبناءنا ضدنا، إن داعش وأخواتها تربت في إيران وترعرت على التومان الإيراني ،وها هي تستغل هذه الجماعات الساذجة والمصطنعة ضد أهل السُنّة وباسم السُنّة وفي مناطق تواجد العرب السُنة ثم تقول لنا إيران : أنتم تصدرون الإرهاب للعالم !

ودولنا لازالت تحلل وتبحث عن الإرهاب وهي تعرف مصدره ولكن لا تعرف علاجه الحقيقي ،وهروبا من الإسلاموفوبيا وقعت بلداننا في الغلو نظرا لهروبها نحو الليبرالية وأهملت تربية الشباب على الإسلام الصحيح ،فلم يكن أمامهم سوى الغلاة، عندما الشارع يتجه إلى التديّن ثم تصدمه بتجريم تدينه أو تزدريه وترى الحل في العلمانية التي تنسف الدين وتجعله مصدرا للتخلف ..فما هو المنتظر من هذا الشباب إلا أن يقع ضحية لمنابر تستغل ضعفه وهشاشة علمه بكلمات وعبارات تحمسه نحو هدف أكبر من عقله ،ويظنه هينا لأنه يثق بالمنبر الآخر ،ولأننا تحولنا إلى أقصى اليسار ولم نقدم له الإسلام الحقيقي المعتدل الذي يستوعب الجميع ..وربما بعض المتصدرين من أصحاب القرار لم يفهموا الإسلام على حقيقته ،وهذه معضلة كبرى نعاني منها !!!

نحتاج إلى إعادة تصنيف للساحة الإسلامية ،ومعالجة الفكر الخطأ بالفكر الصحيح ،والفكر العلماني داءٌ لا يمكنه أن يكون دواء،وهم أضعف من فهم أنفسهم ،لأنهم يقلدون الغرب ويتَعرَّون أمامه من أي قيم تربى عليها المجتمع ،فمن يقبلهم؟! ، وهم قد ترهلوا فكريا وأضعف من أن يواجهوا عالما مسلما، بل أصبحوا غلاةً كداعش لأنهم يفجرون كل فكر أمامهم بالاستخفاف به ،ونسفه دون أي دليل من العقل أو النقل !

الأخطاء تتكرر والتاريخ يعيد نفسه ،والدول إما تتعاطف مع (الغلاة) وربما بعضها داعم ليفوز بهم ويُطوِّعهم في السياسة ..ولكنَّ عقولهم وتربيتهم لا تحتمل ذلك التنازل والدوران من أقصى اليمين إلى اليسار أو حتى الوسط !، وأخرى تدفع نحو العلمانية وتدعمها ،وتترك الاسلام الصحيح الذي يعالج خطأ الفرقتين ،وسيستمر الشباب يبحث عن الاسلام ان لم نقدمه عبر مؤسسات الدولة ،ونرفع به رؤوسنا ..

قراءة سريعة ،وهمسة خفيفة في أذن أصحاب القرار ،انقذوا الشباب بالإسلام لا بضرب الإسلام أو الهروب من الإسلام ..

ويبقى الأمل موجود ،والخير في الأمة مستمر ،ومن أخطائنا ننطلق نحو الريادة والبناء ومحاربة كافة أنواع التطرّف ،والله المستعان ..

ملاحظة : وكالة خطوة الإخبارية لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة

حماد2-01

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى