مقال رأي

السلطة الرابعة و الاستبداد في جنيف

بقلم المعارض السياسي عز الدين سالم

من المفارقات أن يمارس موظف كبير بحجم المبعوث الأممي الخاص السيد ستيفان ديمستورا دور ” المستبد ” و المقيد للحريات و الإعلام و دور الصحافة باتخاذه قرار منع المؤتمرات الصحفية علما أن هذا المنع لن يطال سوى وفد المعارضة للأسباب التالية :
1- امتلاك النظام للأدوات والنوافذ الإعلامية عبر سفارته في سويسرا وسفارات حلفائه .
2- مقدرة النظام على التواصل عبر الأقنية الدبلوماسية .
3- وجود حلفاء دوليين فاعليين يقومون بهذا الدور كما أكدت التجارب جدية اخلاصهم لهذا النظام لأسباب سنأتي على ذكرها لاحقاً .

بينما المعارضة لا تملك أيّة من هذه الأدوات ولا طرق التواصل و لعلم السيد ديمستورا المسبق لهذه الحقيقة يفقده أهم صفة كوسيط حيث يجب أن يكون عمله مبنياً على النزاهة و الحيادية و بناء على منع أهم منصة إعلامية للمعارضة سيؤثر على أداء وفد المعارضة مما يقلّل من فرص نجاح المفاوضات والتي يحاول النظام السوري إفشالها وسيحرم أيضاً شعوب العالم من حقهم في الاطلاع على قضية العصر و التي أرّقت دول العالم و هدّدت السلم و الأمن الدوليين نتيجة إعلام النظام و أعوانه و خلط الأوراق وعدم فضح من صنع الإرهاب و صدره للعالم وقد أصبح العالم بحاجة ماسة لشرح هذا اللغز المرتبط بالقضية السورية.

ولكن منع المؤتمرات الصحفية أيّ حرمان العالم من هذا المنبر عبر هذه المؤتمرات و إعطائهم الفرصة لمعرفة ملابسات التهديد و من خلف هذا الإرهاب الذي أرّق العالم ممن عانوا أولاً من وبال هذا الارهاب، و أعني الثوار والشعب السوري عبر من عايشوا هذه الكارثة الإنسانية وتصدير إيران المليشيات الطائفية و العراقية و داعش و القاعدة التي تدعمها إيران والنظام السوري بينما يدعي محاربة الإرهاب .

والإرهاب سبب بقائه إلى اليوم في السلطة وهدد به على لسان أكثر من مسؤول من النظام و حزب الله اللبناني العالم و قتل به الشعب السوري بمؤازرة الطيران الروس و حمايتهم له فإيران التي دفعت بها الروس الأمس لتكون ضامناً في أستانة هي نفسها التي ترعى الإرهاب وتتهم به دول أخرى وهذا المنبر كان ضرورياً لشرح هذه الحقائق و خاصة أن إحدى سلال التفاوض الأربع هي ملف الإرهاب وعليه فإن المنع سيؤثر فريق التفاوض ويعطي نتائجه سلباً على مسار التفاوض ويقلّل من فرص نجاح المفاوضات .

و هذا التغطرس والاستبداد وسلب حق من حقوق وفد التفاوض لا يخدم الحل .. فأرجوا من الصحافة الحرّة أن تلقي الإضاءات على هذا الموضوع حتى لا يكون سنة مستقبلية تمارس لتحجيم المعرفة و دور السلطة الرابعة المهم في توضح التساؤلات يشكل نافذة على العالم وعلى العالم وعامل مهم لإحقاق الحق و العدل و الشفافية، ورسالة الصحافة و الإعلام رسالة مقدسة و نافذة يجب أن لا تغلق مهما كانت الظروف .

ملاحظة : وكالة ستيب نيوز لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة

مدونة الأشخاص 3 01 1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى