الشأن السوري

رايتس ووتش ” اللاجئون في عرسال يواجهون ضغوطاً للعودة إلى سوريا “

قالت منظمة ” هيومن رايتس ووتش ” اليوم الأربعاء العشرون من أيلول / سبتمبر الجاري : إنّ العديد من اللاجئين السوريين في بلدة عرسال اللبنانية ، يواجهون ضغوطاً للعودة إلى سوريا، بسبب الظروف القاسية هناك .

و وجدت المنظمة في زيارتها مؤخراً لعرسال أنّ العديد من اللاجئين ليست لديهم وثائق إقامة قانونية، بالإضافة إلى وجود قيود على حرية تنقلهم، وخوفهم من الاعتقالات العشوائية خلال أيّ مداهمة للجيش، و فرصهم المحدودة للحصول على التعليم والرعاية الصحية، فجميع من تمّت مقابلتهم قالوا إنّهم غادروا بسبب الضغوطات و الاضطهاد لا طوعاً .

و قال نديم حوري، مدير قسم الإرهاب ومكافحة الإرهاب في رايتس ووتش : إنّ ” أوضاع عرسال زادت سوءاً إلى درجة أنّ لاجئين كُثر عادوا إلى منطقة حرب، ولدى السلطات اللبنانية مهمّة صعبة متمثلة في الحفاظ على الأمن في عرسال، لكن بعد إخراج داعش والنصرة، من الضروري تحسين الخدمات وحماية المدنيين “.

و ذكرت ووتش : إنّ ” على لبنان ضمان تمكين اللاجئين من تنظيم وضعهم القانوني والتمتع بحرية التنقل والحصول على المساعدات الإنسانية، و يجب أن تحترم الإجراءات الأمنية حقوق المدنيين في عرسال “.

و تحدثت هيومن رايتس ووتش مع تسعة عشر لاجئاً داخل عرسال و خمسة سوريين عادوا إلى سوريا عبر الهاتف، و قال ثمانية سوريين في عرسال إنّه تم اعتقالهم أو اعتقال أحد أفراد أسرهم لدى محاولة تجديد الإقامة، وإنّ السلطات احتجزت أطفالاً تصل أعمارهم إلى تسع سنوات، كما عرض أحد ممثلي المخيمات على ووتش قائمة تضم 222 شخصاً حاولوا تجديد إقامتهم لكن احتفظ الأمن العام بهوياتهم لفترات تتراوح بين سنة في أقلها و ثلاث سنوات في بعضها، ولا يمكن للسوريين التنقل من دون الإقامة بسهولة خوفاً من الاعتقال، ما يؤثر على فرصهم بالعمل والرعاية الصحية وتسجيل الولادات والزواج.

فيما تستضيف عرسال حالياً ما يقدر بنحو ستين ألف سوري، فضلاً عن سكانها اللبنانيين البالغ عددهم 38 ألف نسمة ، وعاد حوالي عشرة آلاف سوري إلى سوريا من عرسال منذ يونيو/حزيران، بحسب البلدية،و يعود ذلك إلى اتفاقات تفاوض عليها حزب الله .

و تقدر منظمات الإغاثة افتقار 70 – 80 بالمئة من اللاجئين السوريين في لبنان إلى وضع قانوني يقدّر عدد اللاجئين ممن ليس لديهم إقامة قانونية بنحو 1.5 مليون لاجئ .

و قال سوريون إنّ المداهمات الجماعية التي وقعت في يونيو/حزيران الفائت، والتي أسفرت عن اعتقال أكثر من 350 سوريا و وفاة أربعة منهم خلال احتجازهم لدى الجيش وسط أدلة على التعذيب، خلق شعوراً بالخوف من الاعتقال وساهم في قرار الأُسر بالعودة .

و تأتي العودة إلى سوريا بعد نداءات متشددة من قبل السياسيين اللبنانيين لعودة اللاجئين إلى سوريا. في يوليو/تموز، دعا الرئيس ميشال عون إلى العودة الآمنة، لا العودة الطوعية، و رغم أن لبنان لم يوقع على “اتفاقية اللاجئين لعام 1951″، فهو ملزم بمبدأ عدم الإعادة القسرية الوارد في القانون الدولي العرفي، و ملزم أيضاً بموجب اتفاقية ” مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة” بعدم إعادة أيّ شخص إلى بلد يتعرض فيه لخطر التعذيب أو سوء المعاملة .

المصدر : (هيومن رايتس ووتش )

 

هيومان رايتس ووتش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى