الشأن السوري

بعد اختفائه .. سلّو يفضح خفايا قسد و تسليح واشنطن لها

قال “طلال سلّو” الناطق الرسمي المنشق عن ” قوات سوريا الديمقراطية ” : إنّ الولايات المتحدة قدّمت أسلحة ثقيلة و متطوّرة لمسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي ” PYD ” تحت ستار دعم ” قسد ” ، بقيادة شاهين جيلو ، و دون مراقبة ضد من استخدمت هذه الأسلحة ولا مكان استخدامها .

و أوضح في مقابلة لوكالة الأناضول ، نشرتها اليوم السبت الثاني من ديسمبر / كانون الأول الجاري ، أنّ سبب تأسيس ” قسد ” الأساسي هو ” اتفاق الولايات المتحدة الأمريكية مع القيادة الكردية، لدعم الأكراد بالسلاح و العتاد ، و لئلا يحدث صدام لدى الرأي العام بخصوص ذلك ، شكلّوا قوات سوريا الديمقراطية ، و السلاح كان يرسل إليها قبل التشكيل و التسمية .. تكلموا عن وحدة المكونات الخاصة بـ ( قسد ) و لكن لا وجود لهذا الأمر ، والمكون الأساسي هو الكردي ، و القيادة الأساسية التي تمتلك كل القرارات هي قيادة حزب العمال الكردستاني ( PKK ) .. تكلموا عن القضاء على الإرهاب ، و وجدنا أنّ عملية تهريب لعناصر تنظيم الدولة تمّت بالاتفاق بين قيادة قسد و القيادة الأمريكية ” .

و أضاف : أنّ ” الهدف من التشكيل هو مجرّد شعارات زائفة و بعيدة عن الواقع ، و أرادوا من خلالها التأثير على تفكير المواطن الموجود في تلك المناطق والإيحاء بأن ( قسد ) لديها قوّات تعمل على القضاء على الإرهاب ، غير أنّه الذي حصل هو تدمير للمدن و تشريد و قتل السكان حتّى عند وضعهم ضمن مناطق محمية ، فأمريكا هدفها من خلال دعمها ( قسد ) هو إيصال السلاح و الدعم العسكري لـ ( PKK ) و أرادوا أن يظهروا بصورة المنتصر ، و أن يصوروا الإدارة الأمريكية على أنّها قضت على الإرهاب و عاصمته الرقة ” .

و عن تسليح أمريكا للعرب ، قال سلّو : ” في المراحل الأولى من تسليح واشنطن كنا نوقّع فقط على وثائق الأمريكيين على الورق ، و لكن جميع الأسلحة كانت تذهب إلى شخص يدعى (صفقان) وهو قيادي لدى ( PKK ) من أكراد تركيا ، وهو كان يرسلها إلى مكان لا يعرفه أحد ، و هذا الأمر مستمر حتى الآن .. ، ” مشيراً إلى أنّ كلّ الأفكار كانت توضع من قبل بريت ماكغورك ، المبعوث الأمريكي للتحالف الدولي ، و أثناء عمليات الرقة ، طلب تشكيل قوّة باسم التحالف العربي ، مهمتها تمثّلت فقط في تسلّم الأسلحة ، غير أنّه لم يوزع على العرب و التركمان و السريان فعليًّا سوى أسلحة خفيفة ، و المجلس العسكري لدير الزور كانت مهمته التوقيع فقط ” .

و أكد سلّو أنّ ” الولايات المتحدة هي التي تدير قوّات سوريا الديمقراطية ، فكلّ ما يجري كان عبارة عن مسرحية حتّى ولو جرت انتخابات ، و حقيقة شاهين جيلو ، قائد (قسد) و مساعده (قهرمان) و هو أحد قيادات (PKK) و كنت أنا المسؤول الثالث ، و كنّا نجد في كل مكان نقاط تفتيش و مراقبة ، و كان لا بد من تواجد عنصر من (PKK) فيها ” .

و ذكر أنّ ” الأمريكيين لا يهتمون إلى أيّ مكان ستذهب الأسلحة ، و لم يسألونا يوماً عمّا نفعله بتلك الأسلحة ، حتّى أنّهم كانوا يصدقون “ي ب ك” عندما يقول إنّ الأسلحة نفدت ، ليشرعوا فوراً في إرسال دفعات جديدة ، و في عهد أوباما كانت تصلنا أسلحة مستخدمة أيضاً ، و بعضها كان غير صالح للاستخدام ، و عندما جاء ترامب بدأت تصلنا عربات مدرعة ” .

و حول موقع قيادات (PKK) المتواجدة في جبال قنديل داخل قسد ، بيّن سلّو أنّ ” جيلو القائد العام لقسد ، إلّا أنّ هناك سلطة أعلى منه تتدخل في الأمور ، و هو (باهوز أردال) الذي كان يتلقى تعليماته من (صبري أوق) ، و بعد انتقال أردال إلى قنديل جاء مكانه نور الدين صوفي ، و بدأ بإعطاء التعليمات لـ (جيلو) ” .

و نوّه إلى أنّ المناطق في سوريا تدار على الشكل الآتي : ” في عفرين ثلاث شخصيات (حج أحمد خضرو و محمود بيرخودان و نوجين) و باقي المنطقة من منبج ـ كوباني حتّى نهاية الجزيرة السورية تدار من الناحية الإدارية من قبل (خليل تفدام) ، الذي يتلقى التعليمات من قبل (إردال) ، أمّا مسؤول الرقة المدني و العسكري فهو (زوهاد كوباني) تحت تسمية (حسن) أما مسؤول دير الزور فهو (بولات جان) أحد أبرز قادة (PKK) ” .

وعن عدد المقاتلين في قسد ، أفاد بأنّ ” الإحصائية التقريبية ، حوالي خمسين ألفاً بين مقاتل و مقاتلة ، وأكثر من 60 ـ 70 % من هؤلاء هم “ي ب ك” و “ي ب ج” ، ثم بقية المكوّنات ، فالمكوّن التركماني فصيل صغير بقيادتي أنا ، ضمن قرية حمام التركمان ، يضم نحو 65 مقاتلاً ، و المجلس العسكري السرياني يضم حالياً نحو 50 عضواً ، فالمسألة عبارة عن أسماء فقط تعلن ليوهموا للرأي العام أنّ كل هذه المكونات ضمن (قسد) أمّا بالنسبة إلى المكوّن العربي هناك عدد كبير، غير أنّه في الفترة الأخيرة لم يكن يشارك ، و نلاحظ أنّ من كانوا يسقطون في المعارك ، 80 % منهم كانوا من الأكراد و20 % من المكونات الأخرى ، أمّا حالياً ، فأصبحت النسبة بالعكس بسبب ازدياد العرب ، أمّا عن الرواتب التي يتقاضاها منتسبو (قسد) تتراوح بين 170 و200 دولار شهرياً ، يتقاضاها المقاتلون بالليرة السورية ، و القادة دون رواتب لكنّهم يكسبون الأموال من التهريب و الرشاوي، أمّا راتبي فكان بآلاف الدولارات ” .

و في السادس عشر من نوفمبر / تشرين الثاني الفائت ، اتهمت القيادة العامة لقسد ، في بيانٍ لها المخابرات التركية بشأن اختفاء الناطق الرسمي باسمها العميد طلال سلّو المنحدر من بلدة الراعي شمال حلب ، بعد يوم من اختفائه .

المصدر : ( الأناضول )

 

طلال سلّو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى