الشأن السوري

بالأرقام ضحايا الألغام في الرقة وخطر الموت في كلّ مكان !!

أكثر من ثمانية آلاف لغم مزروع وسط مدينة الرقة، بحسب دراسة قدمتها منظمتي (ماك و تيروتيك) في اجتماعها مع لجنة الإعمار في مجلس الرقة المدني، و الذي قدم بدوره خمس و عشرين دراسة أولية من خلال برنامج “فرات” ليتم استلامها من قبل الفرق الخاصة بإزالة الألغام من شوارع المدينة و منازلها، و بدعم العمليات الأولية من المنحة المقدّمة من هولندا و الاتحاد الأوروبي البالغة خمسة ملايين دولار كما حدّدت اللجان و المنظمات العاملة في المدينة مدة ستة أشهر لإزالة الألغام من المدينة و اعتبارها منطقة آمنة بعد ذلك .

و في تصريح خاص لوكالة “ستيب الإخبارية” تحدث السيّد “عروة المهاوش” أحد إعلاميي الرقة و موثّقيها عن خطر الموت في كلّ مكان داخل المنزل، فمن باب المنزل حين يفتح إلى محاولة فتح باب البراد، أو إشعال الضوء، و حتّى داخل الملابس، و الأواني المنزلية أو كبسة جهاز التلفزيون ليكون في النهاية كل شيء في منزلك مفخّخ دون دراية منك، مؤكداً أنّ تلك الألغام قد حصدت في شهر تشرين الثاني وحده، أرواح أكثر من مئة مدني فيما نجى البعض منهم ببتر أحد أطرافه العلوية أو السفلية و بعض الإصابات الأخرى التي تعيق مستقبلاً هذا المدني من العمل .

و أضاف المهاوش : أنّ “شهادات كثيرة وصلتنا من أهلنا في الداخل عن تقاعس ملحوظ لدى تلك المنظمات في الإسراع بعملية إزالة الألغام من مركز المدينة بينما يقوم عناصر قوّات سوريا الديمقراطية بإبلاغ من يودّ الدخول إلى منزله بأنّه مسؤول عن أمن حياته وحده، وهم يتبرؤون من كامل المسؤولية عما يجري له، فالكثير من الأهالي حاول مراراً الطلب منهم الكشف عن منزله .. لكن كان الجواب دوماً بالرفض كون المنطقة لم يتم مسحها كاملة، و لم تدخل ضمن المخطط الذي يقومون بالعمل عليه في الوقت الراهن، و حاجة الناس الملّحة للعودة تدفعهم للتضحية بحياة أحد أبنائهم فقط كي يعودوا إلى منازلهم بعد تلك السنوات من النزوح، و التشرد في المحافظات السورية أو النزوح شمالاً نحو تركيا .

و ذكر الإعلامي أنّه يجري اليوم و بحسب تصريحات من المكتب الإعلامي لـ “قسد” تجهيز الكثير من المدارس داخل و في أطراف المدينة، من أجل عودة حوالي 45 ألف طالب إلى مقاعدهم الدراسية بينما بقي مركز المدينة الذي يحتوي على كثافة سكانية كبيرة دون رعاية حتّى هذه الأثناء من تلك المنظمات العاملة بإزالة الألغام تحت ذريعة وجود عدد هائل منها داخل المنازل و المحلات التجارية و الشوارع، مشيراً إلى أنّ معركة الرقة قد كلفت نحو 1400 قتيلاً مدنياً منذ بدء المعركة بينهم 785 قتيلاً على يد التحالف الدولي نتيجة القصف الجوّي الذي تعرضت له المدينة سابقاً بينما بلغ العدد الكلي لضحايا الألغام منذ شهر حزيران / يونيو الماضي نحو 270 قتيلاً .

يذكر أنّ الأمم المتحدة أعربت عن قلقها بشأن الوضع الإنساني في مدينة الرقة بما يخص استمرار سقوط مدنيين هناك يومياً بسبب انفجار ألغام و عبوات ناسفة مع عودة الأهالي إليها، بعد سيطرة قسد عليها في السابع عشر من أكتوبر / تشرين الأول الفائت عقب معارك مع تنظيم الدولة استمرّت أكثر من أربعة أشهر . و في لقاء تشاوري، أول أمس، للائتلاف الوطني و الحكومة المؤقتة مع أبناء الرقة في تركيا أكدوا على “الدعوة إلى مؤتمر عام خلال أسبوعين لأهالي الرقة بتمثيل حقيقي و متوازن يناقش أوضاع الرقة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى