مسابقة خطوة 2014

خفايا مجزرة اللقاح ,, ادفن حلمك!!

اسم المتسابق / ة : باسل مصطفى دغيم
ملاحظة : المقالة المشاركة بالمسابقة لا تمثل رأي الوكالة بل تعبر عن رأي المتسابق فقط دون ان تتبنى الوكالة اية افكار او اراءا شخصية مذكورة ضمن المقالة

عويل أمهات وشهقات أطفال بوجوه مزرقة ,تودع دنيا لم تشبعها الحليب بعد,شهقات مازالت تسأل ,تستفهم ,تصرخ,تبصق,ما الجريمة؟لماذا؟وبأي ذنب قتلنا؟؟؟
من منا لم يسمع بمجزرة اللقاح التي راح ضحيتها ثمانية عشر رضيعاً, في ريف معرة النعمان الشرقي ,ضمن ما عرف بحملة (أحمي حلمك)للتلقيح ضد مرض الحصبة, بتاريخ16_9_2014 .
و التي تناقلتها وسائل الإعلام لعدة أيام وهي تلقي الإتهاماتهنا وهناك.تسئل تستفهم,ولكن دون جدوى.

هناك سمعت إحدى النساء تبكي وتقول وهي تضم جثة ولدها الصغير إلى صدرها:(( قتلوك يا عمري قتلوك .حتى حياة الذل إستكثروها عليك. لعنهم الله, لصوص لصوص لصوص,كل مايهمهم المادة فقط,حتى أنهم لم يحزنوا على كل هؤلاء الأصفال المساكين.
وضعوا له اللقاح وبعد أربع دقائق سقط دون أي حركة!!!)).

الحقيقة ان حديث المرأة كان موجعاً وسط حالة البكاء والصياح التي لفت المشفى الميداني .يوم أسود.أطفال قد ذبلوا,وسيارات إسعاف قد هرعت تنقل المصابين إلى البلدات الأخرى لنفاذ غاز الأكسجين من المشفى,و أصوات المآذن تعلوا منادية على فلان وفلان,ومما زاد الطين بلة هو إعتقال الطاقم الطبي من قبل ذوي الضحايا.

ضمن هذا السياق سلط الضوء على عناصر الطاقم الطبي و الذي ثبت أن معظمهم لا علاقة لهم بالعمل الطبي نهائياً,بل وكثير منهم لم يكملوا مرحلة التعليم الثانوي !!!
ولا خبرة عندهم إلا التي إكتسبوها من تدربهم على هؤلاء الأطفال في هذه الحملات .

وفي المقابل ضجت وسائل الإعلام وصفحات التواصل الإجتماعي وهي تنقل تصريحات مديرية صحة إدلب الحرة .وهي تترحم وتواسي وتبدي عدم علاقتها بالجريمة, و أن كا اللقاحات هي من منظمة الصحة العالمية .وتلمح إلى وجود أياد خفية !!!!

ولكن لا , ما من أحد قد وضع السم . ولم يخطط أحد للجريمة الحاصلة ,و إنما السبب الأول و الأخير لهذه المجزرة هو الإستهتار اللامحدود من قبل طاقم المشفى الميداني , واللذي ينطبق حاله على أغلب المشافي الميدانية في المناطق المحررة.
وتتلخص القصة:(بأن مدير المشفى قد طلب من الممرضين تحضير اللقاح ليوم الغد,ولما كان الممرضين مشغولين بالدردشة على الفيس بوك وشرب النرجيلة ,فإنهم أحالوا الأمر إلى أحد المستخدمين ,طالبين منه أن يفعل كما كانوا يفعلون,وذهب المستخدم وحضر اللقاح و أضاف عن جهل علبة كاملة من المخدر عالي المفعول إلى اللقاح مما تسبب بالكارثة ).
ورغم ذلك لم يتحرك أحد لمتابعة الموضوع . أو ملاحقة الجاني , إلا الحملة الوحيدة من جبهة النصرة التي تابعت الموضوع و إعتقلت الطاقم الطبي للتحقيق معهم ومحاكمتهم ,و لتنتهي القصة بسجن الطاقم الطبي مع دفع الدية لذوي الضحايا)
ومع ذلك فإن المشفى الميداني عاد كما هو بخدماته المزرية و أسعارة المرتفعة و……….

مجزرة من أبشع مجازر العصر,ضحاياها أطفال أبرياء .وسلاحها الإستهتار و إنعدام المسؤولية وغياب الرقابة وتوظيف أشخاص بلا كفاءات ليسوا أهلاً لمناصبهم , أنهت بذلك حملة (إحمي حلمك)بغصات ودموع وقلوب محترقة تسأل إلى متى؟؟؟

16387363-large

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى