الشأن السوري

الحب في زمن الحرب <3

4

قدّم هذا المقاتل أنموذجاً للإنسان السوري الذي لم تشغله الظروف الحالية عن القيام بواجبه الإنساني والديني، ليخرج برفقة زوجته إلى إحدى الحدائق في منطقة #السكري، وسط حلب، للترويح عن نفسيهما على ما يبدو خصوصاً في ظل انقطاع الكهرباء وانعدام وسائل الترفيه في مناطق حلب الخاضعة لسيطرة الثوار .

الصورة التقطها الإعلامي خليفة الخضر بعد استئذان هذا الرجل، والتي نالت ترحيباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر الشيء الكثير من حقيقة ما يجري في سورية، فالشعب الثائر لم ينسَ أنه خرج للحصول على حريته وكرامته، وأن المرأة السورية كانت على الدوام خيرَ العون والسند لأقرانها الرجال.

للوهلة الأولى يظن البعض أن الصورة غريبة نوعاً ما بسبب طبيعة الوضع الحالي في سورية، لكنه سرعان ما يسترجع ذاكرته الحبلى بمشاهد السعادة والفرح وحب الحياة، فعناصر الجيش الحر وكتائب الثوار ليسوا كائنات فضائية هلامية أو إرهابيين وقتلة، كما تصورهم وسائل إعلام النظام، بل هم بشر مثلنا لديهم من الإنسانية ما قد يفوق ما لدى الكثيرين، و لولا إنسانيتهم لما خرجوا للدفاع عن أبناء شعبهم، متحملين تبعات ومخاطر تلك الخطوة.

نعم صاحب الصورة هو إنسان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لا بد له من سويعات يستريح فيها إلى جانب أهل بيته وزوجته، يلاطفها ويحسن معاملتها، وله كما يقول أحد المعلقين على الصورة أسوة حسنة في النبي محمد صلى الله عليه وسلم، النبي الذي سابق زوجته أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – خلال رحلة سفر، لتسبقه مرة ويسبقها أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى