الشأن السوري

الاستراتيجية الروسية الفاشلة وانعكاساتها على المعارضة السورية والقوى المتطرفة

فشل الاستراتيجية العسكرية والسياسية الروسية في سوريا

الموقف العام:

– استطاعت مليشيا ايران وقوات النظام تحقيق بعض التقدم الميداني نتيجة الزخم الذي قدمه التدخل العسكري الروسي برا وجوا لكن هذا الاندفاع المتعثر لم يدم طويلا فقد تمكنت القوى الثورية من استيعاب الصدمة النارية الكثيفة التي حاول الروس احداثها لتأمين تقدم المليشيا الايرانية وقوات النظام على الارض وكذلك تمكن الثوار من احتواء الزخم الهجومي بأتباع استراتيجيات عسكرية اثبت فيها الثوار عمق الخبرة والتمرس الميداني حيث استطاعوا تفادي القصف العنيف لمواقعهم عبر اخلائها والانتشار حولها بالمجموعات الصغرى واقامة الكمائن وتنفيذ الغارات السريعة والخاطفة والقيام بالهجمات المعاكسة ليلا حيث يستعيدوا ما تراجعوا عنه نهارا مع تكبيد المهاجمين خسائر كبيرة وبهذه الطرق تمكنوا من وضع القوى الجوية الروسية في حالة معقدة توجب عليها ان تبقى تعمل على مدار الساعة بلا جدوى ميدانية مما ادى الى ارهاق مجموعات العمل على تحضير الطائرات للإقلاع وتنفيذ الصيانة المستمرة

– ارهاق الطيارين وخاصة مع عدم استطاعة النظام توفير معلومات استطلاعية صحيحة لمواقع ومقرات وتجميعات الثوار فغلب الطابع الانتقامي للضربات الجوية الروسية التي في اغلب طلعاتها توجه الضربات على المدن والبلدات والمدنيين غير ملتزمة بقواعد الاشتباك وقوانين الحروب وهذا جعل منها قوة قتل واعتداء لا تقل عن الارهابيين مثل داعش وغيرها

النتائج من الموقف العام:

– هذا السلوك الانتقامي للقوات الروسية عاد بالفائدة الكبيرة على تنظيم الدولة حيث تدفقت اليه اعداد كبيرة من الشباب من اوروبا الشرقية وخاصة من دول الاتحاد السوفياتي السابق حيث بلغ العدد حوالي 2500 مقاتل اغلبهم ادى خدمته العسكرية في الجيش الروسي

– التدخل الروسي بطريقته الحمقاء الانتقامية دفع التشكيلات الثورية الى التوحد وتنسيق اعمالها الميدانية

الموقف العملياتي \ الميداني \:

– العملية العسكرية الصاعقة التي روج لها الروس كثيرا لدعم قوات النظام في اعادة سيطرتها على المناطق التي خسرتها وخاصة في شمال وغرب سوريا فشلت؟ ووضعت الروس امام تعقيدات وصعوبات وجودية حيث بدأ الروس في البحث عن الية وطرق حماية قواعدهم في حميمين ومنطقة اللاذقية

الفشل الاستراتيجي والميداني – اسبابه ونتائجه:

– تناقض المصالح بين الروس والايرانيين وسعي كل طرف لتحقيق اهدافه مرتكزا على الطرف الاخر

– تناقض الاستراتيجية العسكرية الروسية مع الايرانية حيث يرى الروس انه يتوجب تركيز القوة على منطقة او هدف واحد وهو غرب جسر الشغور ثم مدينة جسر الشغور واقامة قواعد انطلاق تندفع منها القوات الى ادلب وهكذا وهذا يعكس اهداف الروس في فرض السيطرة الروسية المطلقة على المنطقة الساحلية

– الاستراتيجية العسكرية الايرانية ترى انه يجب فتح جبهات عديدة لتشتيت القوى الثورية والتقدم من جنوب حلب الى السفيرة والى كفريا والفوعة ومن غرب حلب الى مزارع الملاح ومن ثم نبل والزهراء وهذا يعكس الاهداف الايرانية بالتواصل مع المناطق الشيعية الموالية وفرض سيطرتهم على حلب

التناقضات بين اتفاقية الثعالب المصلحية وقد اتت بالفائدة على الثورة:

– النقص الحاد الذي تعانيه قوات النظام في الرجال والسلاح والعتاد وعدم قدرة النظام توفير القوة اللازمة القادرة على التمسك بالأرض وبروز الخلافات بين القيادات في جيش النظام والقادة الايرانيين

– فقدان المليشيا الايرانية وقوات النظام القدرة على الاحتفاظ بالمواقع التي يؤمن القصف الجوي الروسي التقدم اليها

الاستنتاج من الموقف الميداني:

– استطاعت القوى الثورية احتواء كافة العمليات الهجومية وتحرير مناطق استراتيجية مثل مدينة مورك وبلدة عطشان في ريف حماه وبهجمات معاكسة ليلية استطاعت استعادة العديد من المواقع في ريف حلب الجنوبي

– اثبتت القوى الثورية فعالية عالية في استخدام السلاح والعتاد المتطور وخاصة في مجال الاستطلاع وتحديد الاهداف ودقة اصابتها

– في حال تم تزويد القوى الثورية بأسلحة م\ ط سوف تتمكن من تحييد الحوامات الروسية وافشال التدخل الروسي

– فشل قوات استطلاع النظام واستخباراته في جمع المعلومات الصحيحة عن القوى الثورية وعدم قدرتها على معالجة المعطيات الميدانية وذلك ادى الى تكبدها خسائر كبيرة وانهيار في معنوياتها

5512d6a7611e9be1448b4594

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى