الشأن السوري

“مفاوضات السلام” في جنيف هل هي طبول حرب أم طبول حل ؟؟

من المتوقع أن يوجه المبعوث الأممي الى سوريا استيفان دي ميستورا” اليوم , أو في الغد على أبعد تقدير الدعوات للمشاركين في مفاوضات ما تعرف ب”السلام في سوريا” , المزمع عقدها في نهاية الشهر الجاري, و هدد وفد المعارضة بعدم حضور المفاوضات في حال تم اضافة أي اسم لوفد المعارضة , الأمر الذي يهدد لانهيار المفاوضات , الذي يحظى بنحضير أمريكي , بعد أن أكدت الولايات المتحدة يوم أمس سعيها و تركيا لحل عسكري في سوريا اذا لم يكن التوصل التوصل لتسوية سياسية ممكنا , ليبدو أن طبول الحرب بدأت تأخذ منحاها , و ليست طبول الحل في جنيف .

“من الأفضل لحل سياسي ولكننا مستعدون… إذا لم يكن ذلك ممكنا لأن يكون هناك حل عسكري لهذه العملية وطرد داعش” هي ملخص الخطة الأمريكية التي صرح بها نائب الرئيس الأمريكي “جو بايدن” , يوم أمس , في مؤتمر صحفي بعد اجتماعه برئيس الوزراء التركي “أحمد ادوود أوغلو” , فهي جملة مبطنة أن المفاوضات فاشلة قبل أن تتم و منتهية قبل أن تبدأ , انها رسالة العالم بدء من الولايات المتحدة حتى تركيا و روسيا و ايران أن سوريا ستكون ساحة حرب استنزاف و تصفية لكل الفئات المتطرفة حتى اشعار آخر .
و لكن أمريكا تعمل على الجانب السياسي وفق مبدأ “ذر الرماد ” , فذهاب وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” الى الرياض يوم أمس و طلبه المرفوض سلفا سواء من حيث تغيير أسماء وفقد المعارضة ام اضافة أشخاص تصفهم المعارضة أنهم أقرب للنظام , قد يكون لتعميق الخلاف و قطع الطريق أمام الحل السياسي نهائياً , نظرا لان الطلب يخالف الأفكار و الثوابت لدى المعارضة و حلافائها .

و بين هذا و ذاك يدأب الجيش الأمريكي بخطى متوازة مع نظيره الروسي للوصول و السيطرة و كذلك تأسيس نقاط عسكرية في مناطق ذات حساسية اقليمية , كتلك في القامشلي و الحسكة , الذي يشير الى تحضيرات متساوية لكلا الطرفين لمعركة حتمية الوقوع , في وقت غير معلوم , الامر الذي يزعج الجار التركي “شريك الناتو و مقر رئيسي لعمليات التحالف” .

حيث حذر الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” , يوم امس الاول , القوات الروسية من اقترابها من حدودها , في حين رأى محلون في تسارع القوات الروسية للظهور على العلن في ريف اللاذقية هو تحدٍ روسي لتركيا , تزامن مع دعم غير مسبوق من روسيا جواً و براً و بحراً , لتأمين حصد المناطق الساحلية , ليسيطر النظام السوري اليوم على قرية الربيعة , آخر نقطة استراتيجية في جبال التركمان .

هذه التجهيزات لحرب ليست بغوغائية , تجهيزاتها تحمل معنى واحد , أن الذهاب الى جنيف هو خدعة أو مخدر للشعب السوري ريثما ينتهي قطبا العالم الامريكي و الروسي من تجهيزاتهما العسكرية على الأراضي السورية.

347129_Geneva-II-Conference-620x330

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى