الشأن السوري

ثائر نجا من الموت بأعجوبة كبيرة كيف ذلك ؟ تابع القصة ..

خالد اليوسف الملقب بأبي يعرب ثائر، ومتظاهر سلمي شارك في بداية الحراك في مدينة حماة حيث كان في كل جمعة يذهب ليشارك المتظاهرين في مظاهرات ساحة العاصي .

اضطر أبو يعرب في منتصف عام 2012 لحمل السلاح، وتشكيل مجموعة تابعة للجيش الحر في قرية المزرعة القريبة من منطقة محردة بريف حماة الغربي، وخصوصاً بعد أن سيطر النظام على مدينة حماة، ومعظم الريف الحموي، ونشر الحواجز بين كل قرية وبلدة .

كما نشطت الميليشيات في تلك الفترة باسم “اللجان الشعبية”، وهم مسلحون يتبعون للنظام، وجلّهم من الطائفة العلوية حيث كان عملهم في تلك المنطقة هي الهجوم على القرى وإلقاء القبض على المتظاهرين، و المطلوبين للنظام .

حيث قامت هذه الميليشيات في إحدى الليالي بنصب كمين استطاعت من خلاله القبض على الثائر “خالد أبو يعرب” عقب اشتباك معه، وإصابته بتسع رصاصات استقرت في جسده خلال الاشتباك ، ثم اقتياده إلى مقرهم في “معتقل دير شميل ” هذا المعتقل السيء السيط الذي يشتهر سجانوه بالتفنن في تعذيب المعتقلين بالإضافة لعمليات التصفية الممنهجة ، والاغتصاب .

وبقي في المعتقل قرابة الأربعين يوماً حيث قاموا خلال هذه الفترة باستخراج الرصاص من جسده وتضميده، وتعذيبه بشكل يومي، ومكثف حتى أن أحد المعتقلين الذين كتب له أن يخرج من هذا المعتقل قد نقل لذويه ما يتعرض له “خالد أبو يعرب” من تعذيب، وأنه يؤكد جازماً أنه لن يخرج حيّاً بسبب الكم الكبير من الضرب الذي يتعرض له حتى أنهم يقومون بركل جراحه بشكل مستمر ..

وبعد مرور الأربعين يوماً من التعذيب تعفنت جراحه بسبب عدم العناية بها، ودخل في فترة من الإغماء بعد أن فقد بصره، ووصل إلى حال أشبه بالموت السريري ليقوموا بإلقائه بالقرب من أحد الطرقات في منطقة مصياف حيث شاهده أحد أبناء قريته، وهو سائق لسيارة نقل بضائع.

حيث صعب بالبداية التعرف عليه حين شاهده للوهلة الأولى جسداً مدمى يحوي تسعة جروح متعفنة، ولا يصدر منه أي صوت أشبه بالجثة لم يتمكن من التعرف عليه إلا من خلال وشم على جسده يحمل اسمه حيث قام بنقله إلى قريته بعد أن أخفاه بين البضائع التي في السيارة، وقطع به ثلاث حواجز للنظام.

وعندما وصل إلى منزله قام أبنائه بإنزاله من السيارة دون التعرف عليه حتى زوجته كادت أن لا تعرفه حيث أنه كان ضخم الجثة أما اليوم، فهو عبارة عن هيكل عظمي يكسوه بعض اللحم المليء بالدماء ، والجراح، وآثار سياط التعذيب .

كانت تلك المشاهد أشبه بالمعجزة، وكأن الله قد أحياه من جديد لم يصدق معظم الذين رأوه أنه سيتمكن من الحياة من جديد لكن إصرار أبنائه في علاجه، والعناية به، و بعد عدة عمليات جراحية، والتنقل بين مشافي تركيا، ومشافي المناطق المحررة، وفترة علاج استمرت قرابة العام والنصف.
عاد “أبو يعرب” إلى حياته من جديد ليروي قصة تعذيبه مع عدد من المعتقلين حتى الموت في معتقل “دير شميل” وكيف كان أحد السجانين يمنع عنه الطعام يلقيه لأحد المعتقلين معه في نفس الزنزانة بقطعة خبز متعفنة ليقوم أحد المعتقلين بإطعامه حتى تمكن من المحافظة على حياته .

وبالرغم من أنه فقد جزء من بصره بسبب قلة الغذاء، والضرب المتكرر على الرأس كل هذه التفاصيل أصبحت ذكرى يصعب نسيانها< أما اليوم يعمل “خالد أبو يعرب” بعد أن تماثل بالشفاء مقاتل في أحد فصائل الجيش الحر بريف حماة دون أن ينسى الثورة بعد أن افلت من قبضة الموت، والظلم بمعجزة أشبه بالخيال .

11386495_1652853888266229_1988621292_n

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى