حورات خاصة

الصواريخ الباليستية السعودية بتقنية صينية.. هل هو تحالف جديد بعيداً عن أمريكا

كشفت تقارير استخباراتية أمريكية عن أن المملكة العربية السعودية تعمل بنشاط لتصنيع الصواريخ الباليستية بمساعدة الصين، بالوقت التي تحدثت تقارير أخرى عن محاولة إنشاء قاعدة صينية بالإمارات عارضتها الولايات المتحدة.

فإلى أي مدى بدأ حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية من العرب ولا سيما الخليج الابتعاد عنها والاقتراب من الصين كقوى جديدة في المنطقة، أم أن الأمر هو مجرد توسيع لقاعدة التحالفات العسكرية لتتماشى مع واقع تعدد القوى العسكرية العالمية الجديد بعد قرون من الهيمنة الأمريكية.

وللحديث عن الأمر التقت وكالة ستيب الإخبارية مع الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي، الدكتور محمد الحربي.

 

ملف الصواريخ الباليستية بمساعدة الصين 

يقول الدكتور محمد الحربي: إن ملف الصواريخ الباليستية بمساعدة الصين بدأ منذ أكثر من 30 عاماً، وتعلم بها الولايات المتحدة حيث مرّ أكثر من 6 رؤساء أمريكيين خلال هذه الفترة.

ويضيف: صواريخ رياح الشرق التي تعمل عليها الممكلة هي قوة للسلاح الملكي السعودي وتأتي تحت مبدأ توازن الرد أو الرد المتبادل.

ويؤكد الحربي أن الولايات المتحدة لن تتدخل بهذا الملف، مشيراً إلى أنّ مسؤول صيني تحدث لوسائل إعلام أمريكية بأن ملف الصواريخ هو صفقة تجارية وعسكرية قديمة لم تعترض عليها أمريكا قبلاً، ويعتبر أن إعادة فتح الملف مؤخراً قد يكون لدواعي داخلية أمريكية.

 

ضمن رؤية 2030

ويوضح الحربي بأن إسرائيل وإيران تملكان صورايخ باليستية عابرة للقارات، ولا بد للسعودية على اعتبار أنها قوة استراتيجية بالمنطقة من أن يكون لديها مثل هذه الصواريخ.

يقول الدكتور الحربي: المملكة العربية السعودية أعلنت عن توطين الصناعات العسكرية، وذلك ضمن رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حتى عام 2030.

ويشدد على أن السعودية لا تختلف مع حليفتها أمريكا رغم الوجود الصيني على الخط العسكري، حيث كانت السعودية تشتري هذه الأسلحة من قبل من الصين إلا أنّ الوضع الحالي هو تصنيع هذه الأسلحة داخلياً بتكنولوجيا صينية، معتبراً أنّ هذا لا يجب أن يقلق الولايات المتحدة على اعتبار أن حجم الصفقات العسكرية السعودية معها يزيد عن 87 بالمئة من إجمالي الأسلحة السعودية.

 

إسرائيل حاولت منعها

يقول الدكتور محمد الحربي إنه رغم أن الحرب الباردة الشرسة بين الصين والولايات المتحدة موجودة في الشرق الأقصى في بحر الصين، إلا أنّ منطقة الشرق الأوسط مهمة استراتيجياً فهي تملك ممرات حيوية هامة تؤثر على التجارة العالمية.

ويشير الخبير السعودي إلى أنّ اللوبي الإسرائيلي في أمريكا حاول التأثر ووقف الصفقة منذ عام 1988 وذلك من خلال تدخل السفير الأمريكي في السعودية حينها، إلا أنّ الملك فهد الذي كان يحكم الممكلة حينها استبعد السفير الأمريكي وحلّ الأمر مع رئيس الولايات المتحدة على اعتبار أن الصفقة والملف أمر سيادي لن يسمح لأحد بالتدخل فيه.

 

توازن استراتيجي 

وعن المعلومات حول إمكانية فرض عقوبات أمريكية على من نقل التكنولوجيا العسكرية الصينية إلى السعودية، يؤكد الحربي بأن ذلك يعتبر ضمن الحرب الباردة بين أمريكا والصين والسعودية تبقى بعيدة تماماً عن هذا الأمر.

ويقول: لا أتوقع تشكيل أي تحالف عسكري بين السعودية والصين خصوصاً بهذه الفترة، فالولايات المتحدة الأمريكية لا تزال حليفاً استراتيجياً هاماً لدول مجلس التعاون الخليجي عموماً.

ويرى الخبير السعودي أن نهج الممكلة العربية السعودية ودول الخليج هو تنوع وتوازن العلاقات الاستراتيجية وخاصة في المرحلة الحالية التي يشهد فيها العالم أشبه بحرب باردة بين القوى العالمية.

ورغم ذلك التأكيد على أن الولايات المتحدة تبقى حليف دول الخليج العربي الأبرز إلا أنّ فتور العلاقات بين الجانبين منذ وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السلطة لا يخفى على أحد وهو ما أثر على الأوضاع السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية المتبادلة ودفع للتفكير ببناء جسور علاقات جديدة ضمن المعسكر الشرقي “الصين وروسيا”.

الصواريخ الباليستية السعودية بتقنية صينية.. هل هو تحالف جديد بعيداً عن أمريكا
الصواريخ الباليستية السعودية بتقنية صينية.. هل هو تحالف جديد بعيداً عن أمريكا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى