واشنطن تفتح ملف “القاعدة” في تركيا وتعاقب “عرب” مجندين لصالح “تنظيم إسلامي”

فتحت واشنطن ملفات تنظيم “القاعدة” في تركيا وذلك عن طريق فرضها عقوبات على عرب بسبب صلتهم بالتنظيم، حيث فرضت الخزانة الأمريكية عقوباتٍ على خمسة أشخاص من أنصار “القاعدة” ممن يعملون في تركيا، للاشتباه بتقديمهم الدعم المالي واللوجيستي لها.

واشنطن تفتح ملفات تنظيم “القاعدة” في تركيا

وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوباتٍ على المصريين مجدي سالم ومحمد نصر الدين الغزلاني، إضافةً إلى ثلاثة آخرين يشتبه في تقديمهم مساعداتٍ لـ “تنظيم القاعدة”.

وبحسب الباحث في شؤون الحركات الأصولية في مصر، عمرو عبد المنعم، فإن “سالم والغزلاني هما من عناصر جماعة الجهاد وعلى عَلاقة بقيادات تنظيم الإخوان”.

وقال عبد المنعم لـ صحيفة “الشرق الأوسط” إنّ “سالم هو أحد قيادات تنظيم الجهاد، وحكم عليه في قضية (طلائع الفتح) الجزء الأول بالسجن 15 عاماً، وخرج قبل عام 2011″، لافتاً إلى أن “سالم هرب خارج البلاد إلى تركيا عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في عام 2013 نظراً لأنه كان مقرباً من (الإخوان) ولَعِبَ دوراً كبيراً في دعم التنظيم” المصنف إرهابياً في مصر.

وعن الغزلاني، أكد عبد المنعم أنه “حكم عليه بالسجن 15 عاماً في قضية أحداث تفجيرات منطقة خان الخليلي بوسط القاهرة (في التسعينات)، وعندما خرج من السجن كان هو (الذراع الثقيلة) لمجموعات (الجهاد) التي كان يستخدمها خيرت الشاطر (نائب مرشد الإخوان) في تهديد الدولة المصرية”.

ولفت الباحث المصري إلى أنّ “الغزلاني الذي كان يطلق عليه اسم (الدكتور)، أسس مجموعاتٍ مسلحة عرفت باسم (اللجان المسلحة في كرداسة) وهو الذي قاد الهجوم على قسم شرطة كرداسة، عقب فض اعتصامي (رابعة) و(النهضة)”.

الخزانة الأمريكية تدرج مصريين على لائحتها السوداء

بدورها، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية، بياناً خاصّاً أكدت فيه أنها أدرجت خمسة أشخاصٍ على لائحتها السوداء، هم: المحامي التركي – المصري مجدي سالم، والمواطن المصري محمد نصر الدين الغزلاني، والمواطنون الأتراك الثلاثة “جبرايل غوزيل، وسونر غورليان، ونور الدين مصلحان”.

وأشار بيان الوزارة الأمريكية إلى أنّ سالم والغزلاني عملا مُيسّرَين ماليين لتنظيم “القاعدة” في تركيا، الذي صنّفته الولايات المتحدة منظّمةً إرهابيّة، وعملا على تسهيل تحويل الأموال نيابةً عن التنظيم، بما في ذلك تأمين الأموال لعائلات أعضاء “القاعدة” المسجونين.

إلى ذلك، وجّه البيان اتهاماتٍ للمواطنين الأتراك الثلاثة الذي نزلت بحقهم العقوبات الجديدة، اتهاماتٍ بالمساعدة في تسهيل عمل شبكة “القاعدة” عبر تركيا وسوريا المجاورة.

وقال البيان إنّ التركي “مصلحان” حافظ على اتصاله بالقيادة العليا لـ”القاعدة”، وعمل على إقامة اتصالاتٍ مباشرة مع متطرفي التنظيم، بما في ذلك قيادي “القاعدة” المتوفى الآن عبد الله محمد رجب عبد الرحمن، المعروف أيضاً باسم أبو خير المصري، الذي عمل في سوريا.

وزارة الخارجية الأمريكية تؤكد مواصلة حربها على القاعدة

وفي موازاة ذلك، أصدرت الخارجية الأمريكية بياناً أكدت من خلاله على مواصلتها العمل عن كثب مع شركائها وحلفائها، بما في ذلك تركيا، لتحديد وكشف وتعطيل شبكات الدعم المالي لـ”القاعدة”، ومراقبة هذه الشبكات لردعها عن إساءة استخدام النظام المالي الدُّوَليّ لتوليد عائدات لـ “العمليات الإرهابية”.

وأضافت الخارجية الأمريكية خلال بيانها، أن الولايات المتحدة لن تنسى أبداً ضحايا هجمات أيلول/ سبتمبر عام 2001 ومخططات “القاعدة” حول العالم، وستستمر في استهداف أولئك الذين يسعون إلى إلحاق الضرر بالولايات المتحدة ومواطنيها.

يُشار إلى أنّ الإعلان الأمريكي الجديد جاء في أعقاب فرض عقوباتٍ مماثلة أواخر شهر يوليو/ تموز على اثنين من “المُيسّرين الماليين” لـ”القاعدة” و”هيئة تحرير الشام”، الذراع السورية لتنظيم القاعدة.

مواضيع ذات صِلة : أحبط باللحظة الأخيرة… تفاصيل الهجوم الذي دبّرت له “القاعدة” لضرب مراقص تل أبيب

وتتزايد المخاوف التي تنتاب واشنطن حيال احتمالية عودة ظهور تنظيم “القاعدة” المسؤول عن هجمات سبتمبر على الولايات المتحدة قبل 20 عاماً، بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في أواخر آب/ أغسطس الماضي.

شاهد أيضاً : حادثة مروعة تهز تركيا… أب يضرم النار بجسد ابنته الصغيرة ويحبسها في دورة المياه لإجبارها على الزواج من صديقه