مقال رأي

المرأة السورية … حصاد الثورة المر

بقلم: م. عبد الجواد السكران

بروتوكلات حكماء صهيون لمن لا يعرفها, خطط وضعتها الماسونية في اجتماعها في بال بسويسرا 1897,تسعى من خلالها الى حكم العالم تتألف من 21 بروتوكول في شتى المجالات الدينية والسياسية والاقتصاد والتعليم والاجتماع والاعلام.

ما يلفت الانتباه هو البروتوكول الخاص بالمرأة والأسرة, حيث يؤكد البروتوكول بأن السيطرة على مجتمع من المجتمعات يبدأ من تفكيك الاسرة, ومفتاحه السيطرة على المرأة وافسادها وتزيين الانحلال الخلقي والاجتماعي لها بحجة التحرر وحقوق المرأة والمساواة.

بغض النظر عن وجود البروتوكلات أو عدمه,فان المتتبع لحركة المجتمعات الاسلامية منذ بداية الاستعمار الأوربي في بداية القرن العشرين,يرى بجلاء الهجمة المكرّسة في هذا الاتجاه بدعم من الاعلام العربي والوسائط الثقافية من صحف ومجلات وكتب واذاعة وتلفزيون وسينما ومسرح,وفي عصر الفضائيات كرست اقنية تخدم هذا التوجه.

من غير مكابرة, فقد نجحت هذه الهجمة في تحقيق الكثير من أهدافها, والوصول الى نسبة لا يستهان بها من النجاح, الا أنه بفضل التمسك بقيم الاسلام والعادات والتقاليد في كثير من المناطق حافظت الأسرة على تماسكها, وحفظ المجتمع نسائه من الانزلاق المخطط له.

ولأن المعركة كبيرة, ووظفت فيها كل الأسلحة المتاحة, وبرعاية من حكومات مستأجرة ومنفصلة عن مجتمعاتها, كان التجهيل المنظم والمدروس أحد اساليبها, ومحاربة الدين وإبعاده عن قيادة المجتمع والتأثير فيه, وجعله طقوس فارغة المضمون, ومن المعروف بأن المرأة والطفل في المجتمعات الجاهلة يدفعون الاثمان الباهضة, الا أن هذا المرض وكغيره من الأمراض التي عششت فينا لاتظهر بوضوح الا في الهزات العنيفة,فكانت الثورة هي الزلزال الذي اخرج مكونات الضعف والجهل في المجتمع.

وجاء دور الاستغلال لاكمال التخريب الاجتماعي الذي لا يزال الهدف الاول لاعداء الامة والسبيل للسيطرة عليها وعلى مقدراتها.

ان استمرار ازمتنا وما نتج عنه من نزوح وتهجير طال كل الطبقات الاجتماعية,أفرز الكثير من السلبيات,طالت الجميع بدون استثناء,الا ان الاطفال والنساء كانوا اكثر من طالتهم هذه التغييرات,واكثر من دفعوا أثمانها.

لن أتحدث عن القصص الكثيرة من طلاقات وهجر البيوت والزواج غير المتكافئ والزواج الذي يشبه زواج المتعة ولا تعدد الزوجات وتعدد الازواج ….كل ذلك حصل وان كان بنسب متفاوتة بين مكان واخر.

ما اريد ايصاله,هو أن الأسرة السورية والمرأة تحديداً هي الهدف الرئيس للأعداء الذين يسعون من خلال إطالة الازمة والضغط الاقتصادي والحاجة لتفكيك الاسرة والتفريط بمكوناتها, وخلق مجموعة كبيرة من النساء المطلقات والعوانس والمعلقات اللواتي لا يجدن من يهتم بهن ويرعى شؤونهن ويحفظهن من غوائل الحاجة والاستغلال.

ينبغي على الجهات المسؤولة تدارك ذلك,وانشاء مراكز للرعاية وتقديم العون المادي والنفسي والتوعوي في أماكن تواجد السوريين في شتى البلدان وخاصة تلك التي لا تجد فيها المرأة من يقدم العون لها ويحفظها من ذلّ الحاجة والاستغلال.

الاسرة السورية أمانة في أعناق الجميع, والحفاظ على الاسرة السورية والمرأة السورية هو الضمان الوحيد الذي سيحفظ الثورة ويدفعها نحو الاستمرار حتى النصر.

ملاحظة : وكالة خطوة الإخبارية لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة

عبد الجواد سكران-01

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى