الشأن السوري

صحيفة سعودية: “بشار الأسد أصل المشكلة وحلها..ومملوك غير مرحب به طائفياً”

بشار الأسد

انتهاء حكم بشار الأسد

نشرت صحيفة “عكاظ” السعودية مقالاً يوم أمس الخميس، تناولت فيه الأنباء المتداولة مؤخراً في وسائل الإعلام حول إمكانية انتهاء حكم بشار الأسد

وطرح أسماء بديله عنه بينها اللواء علي مملوك والمعارض فهد المصري.

– إسقاط طرح اسم فهد المصري

الصحيفة السعودية تناولت تغريدات الكاتب الإسرائيلي، إيدي كوهين، الذي طرح اسم المعارض السوري فهد المصري

لخلافة بشار الأسد في حكم سوريا، وأثار موجة من الجدل على إثر ذلك.

وحول ذلك ذكر التقرير أنّ تغريدات كوهين تسقط من الحسابات باعتبارها لا تتجاوز “الشو الإعلامي”

وبالون اختبار لعلاقات الطبقة الحاكمة في دمشق، بحسب تعبير الكاتب.
لافتاً إلى أنّ الأمر يبقى له مدلول ذو أهمية

من زاوية التزامن مع الحديث عن استبدال الأسد بمملوك، فضلاً عن زاوية نظر أخرى وهي خروجها من إسرائيل.

– علي مملوك بديلاً  لـ بشار الأسد

تساءل التقرير حول إمكانية استبدال اللواء علي مملوك بالأسد بعد 9 سنوات على حرب غيرت سوريا جيوسياسياً وعسكرياً

ونشأت حولها كتلة معقدة من التحالفات الدولية والإقليمية، إذ أصبحت دمشق

من نصيب جميع القوى اللاعبة وفي الوقت ذاته ليست من نصيب أحد.

وأشار إلى أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يُشاع فيها سيناريو استبدال الأسد بمملوك

ففي 11 مايو من عام 2015 نشرت صحيفة “التلغراف” البريطانية، خبر انقلاب مملوك على الأسد، لكن سرعان ما تبين زيفه.

بينما يتجدد الحديث عن مملوك، حيث اعتبرت الصحيفة إنّ ثمة من يريد إثارة الضجيج

حول علاقة مملوك ببشار وجس نبض العلاقة بينهما، التي توصف بالقوية والمتينة جداً.

وتحدث التقرير عن أن التغييرات في الأجهزة الأمنية السورية التي حدثت في يوليو الماضي

أشرف عليها مملوك شخصياً، وكان له دور في هندسة الأجهزة الأمنية السورية الجديدة، في مرحلة ما بعد نهاية العمليات العسكرية الكبرى.

– التطرق لأصل المشكلة السورية والحل

لفت التقرير إلى أنّ أصل المشكلة السورية لم يعد بشار الأسد، حيث أنّ الأسد على مدى سنوات الحرب

استطاع ربط نفسه بطائفته “العلوية”، مما سيجعل أي تقسيم أو حل سياسي يجب أن يمر على أساس طائفي وبالتالي عبره.

وبذات الوقت فإنّ المعارضة السورية تصر على رحيل الأسد كغاية وهدف لها

بينما القرارات الدولية تحدثت عن جملة إجراءات تضمن انتقال سياسي وعن المنظومة المحيطة بالأسد ولا تتحدث عن مصير الأسد.

وبيّن التقرير أنّ المبعوث الأممي السابق إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، كان متنبهاً لهذه المشكلة

وطرح على الأسد خياراً بأن يكون “ملك الموقف”، ويتنازل عن الرئاسة ويتسلم تدريب الرئيس الجديد على يده، إلا أنه رفض.

– مملوك غير مرحب فيه طائفياً

بحسب الصحيفة فإنّ علي مملوك “السني” غير مؤهل تاريخياً وطائفياً وحتى على مستوى

دعم مراكز القوى المالية (الدمشقية) المتحالفة مع النظام منذ الأسد الأب،
لإنّ شخصية مثل مملوك

لا يمكنها من دون منظومة محيطة به تبدي الولاء أن تطرد إيران من سورية التي بات تحت سيطرتها.

ولا يمتلك علي مملوك بحسب الصحيفة، لعبة المال التي يديرها الأسد عبر رجال أعمال مرتبطين عضوياً ببقائه.

وعلى الرغم من علاقاته الدولية الواسعة إلاّ أنّ الحصيفة تحدثت عن أنه ليس الشخص الذي ينهي الصراع في سوريا

إذ إن تحول الدولة السورية إلى إدارة رجل أمني يعمق المشكلة السورية التي كانت تتركز حول إدارة الدولة أمنياً على مدار ثلاثة عقود

ويفسح المجال للدولة الأمنية العميقة الذي يعيق أية مشاركة سياسية للمعارضة السورية وبقية أطياف القوى السياسية.

– الحل المتوقع للأزمة السورية

وفق الصحيفة فإنّ المشكلة السورية لم تعد مرتبطة بشخص الأسد فقط، ولعل مثل هذا الحل كان ممكناً

في البدايات الأولى للأزمة السورية، لكنه اليوم بعدل تدويل وأقلمة الصراع وتمزيق البلاد لم يعد إزاحة الأسد الحل الأمثل.

كما أنّ الأزمة السورية اليوم دخلت في مسارات سياسية من نوع جديد، وبقرارات أممية

تحظى بدعم أمريكي – روسي – تركي وحتى إيراني مع اختلاف التفسيرات والفهم للقرارات الدولية.

وبيّنت أنه حتى روسيا من الصعب أن تفكر باستبدال الأسد باللواء علي مملوك

إذ إن مثل هذا النوع من الحلول السياسية ليس في قاموس العقيدة الروسية، وفي الوقت ذاته

فإن ذلك يُفقد موسكو مصداقيتها مع الحلفاء في الشرق الأوسط والعالم، إذ سيسجل على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

أنه باع حليفه الأسد في سوري بعد أن نجح عسكرياً في استعادة مساحات واسعة للدولة السورية.

وختمت الصحيفة بأنه ثمة مسار سياسي ترسمه موسكو بتوافق دولي عبر اللجنة الدستورية

وإن تعثرت قليلاً لكنها السكة الأكثر متانة في رحلة الحل السياسي السوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى