علوم وتكنلوجيا

دماغ المرأة لا يختلف عن دماغ الرجل.. دراسة علمية تدحض نظريات سيطرت لقرون طويلة على المجتمعات

 

نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أمس الثلاثاء، دراسة علمية حديثة تدحض النظريات القديمة حول اختلاف دماغ المرأة عن دماغ الرجل.

 

لا فرق بين دماغ المرأة ودماغ الرجل

وأوضحت أن الأبحاث السابقة زعمت أن دماغ الرجل يجعله أفضل في التفكير المنطقي، بينما يسمح دماغ المرأة بمهارات تواصل وتعدد مهام أفضل، وزعم العلماء لقرون أن هناك اختلافات واضحة بين دماغ الذكر والأنثى.

لكن باحثين حللوا بيانات عقود من الزمن يقولون، بمجرد أخذ الحجم النسبي في الاعتبار، فإن الاختلافات في وظائف المخ وبنيته تكاد لا تذكر بين الرجل والمرأة.

وقالت نتائج الدراسة إن التحليل القديم كان متحيزاً في افتراضه أن دماغ المرأة يعمل بطريقة مختلفة عن أدمغة الذكور.

ومن جانبها، قالت، ليز إليوت، عالمة الأعصاب في جامعة “روزاليند فرانكلين” في شيكاغو، إن هذه النظريات شابها التحيز وأحجام العينات الصغيرة، وتؤكد أن الدماغ هو “عضو للجنسين”.

وفي تحليل جديد، درست هي وزملاؤها 30 عاماً فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي وأنسجة المخ بعد الوفاة، ووجدوا أنه بمجرد حساب الحجم، ما يزال من الممكن العثور على اختلافات قليلة في وظائف المخ وبنيته.

وعلى سبيل المثال، كانت اللوزة الدماغية، التي تتحكم في غريزة “الهروب أو القتال”، أكبر بنسبة واحد بالمائة فقط عند الذكور، وهي أصغر من أن تكون ذات دلالة إحصائية.

اقرأ أيضاً:

الحب من النظرة الأولى.. كيف يتغير دماغ الأم بعد الولادة

وفي حين تشير بعض الدراسات إلى أن أدمغة الذكور تميل نحو التخصيص الجانبي باستخدام نصف كرة مخ واحد في كل مرة، بدلاً من أن يكون الجانبان في اتصال مستمر، وجدت إليوت أن النتائج الفردية كانت متنوعة للغاية بحيث لا يمكن استخلاص أي استنتاجات.

وقوبلت الدراسات التي أشارت إلى أن المرأة كانت أفضل في التعرف على تعبير وجه شخص آخر، بتقارير أخرى تشير إلى أن الرجال كانوا أكثر كفاءة.

ويبلغ حجم دماغ الذكور البالغ زهاء 10 أو 11%، أكبر من متوسط ​​دماغ الأنثى
وتحتوي الأدمغة الأكبر حجماً على مادة بيضاء أكثر، تُستخدم في تنسيق الاتصال بين المناطق المختلفة.

وتقول إليوت إن هذا لا يعني أن أدمغة الذكور مختلفة وظيفياً، إنها مجرد مسألة حجم.

وأكدت أن: “المرأة التي لديها دماغ كبير، سيكون لديها نسبة أعلى من المادة البيضاء من المرأة ذات الدماغ الصغير”.

وأضافت: “مثل العديد من علماء الأعصاب، كان لدي انطباع بأنه إذا تمكنا من الوصول إلى أحجام أكبر للعينات، فسنتخلص من الضوضاء وسنكون قادرين على رؤية هذه الاختلافات الموثوقة بين دماغ المرأة ودماغ الرجل”.

اقرأ أيضاً:

دراسة جديدة تظهر صنفاً من الغذاء ينمي سرطان الثدي ينصح تجنبها أو التقليل منها

وقدمت الأبحاث الجارية أحجام عينات أكبر وأكبر، كما قالت، “لكننا لا نجد هذه الاختلافات الموثوقة”. وفي الواقع، تتعارض العديد من التقارير مع بعضها البعض.

ولا توجد نتيجة متسقة في جميع الدراسات الكبيرة يمكننا أن نعرفها بشكل موثوق، مثل أن الحصين أكبر في جنس واحد، أو أن القشرة الأمامية المدارية أكبر في جنس آخر.

وتلاشت الاختلافات في أدمغة المراهقين مع تقدم العمر، حيث انخرط الأولاد المراهقون في النمو مع أقرانهم من الإناث.

وعند النظر إلى أدمغة البالغين، قالت إليوت، من المستحيل معرفة الاختلافات الناتجة عن الجنس البيولوجي والتي تستند إلى تجربة الحياة كجنس معين.

نتائج الدراسات السابقة

 

وتعارض النتائج التي نُشرت في 20 فبراير في مجلة Neuroscience & Biobehavioral Reviews، البحث السابق الذي يشير إلى اختلافات ملحوظة بين أدمغة الذكور والإناث.

 

وقالت دراسة أجريت عام 2016 من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أن دماغ الرجل أظهر قدراً أكبر من دماغ المرأة في التنشيط بالقشرة المعزولة، وهي منطقة من الدماغ تتحكم في العواطف والوعي الذاتي.

وأشارت دراسات أخرى إلى وجود اختلافات في منطقة الحُصين، حيث تشارك منطقة الدماغ في التعلم والذاكرة، بالإضافة إلى الاستجابات للتوتر والصرع.

وفي عام 2013، قام باحثون من جامعة بنسلفانيا بفحص أدمغة 1000 رجل وامرأة وصبي وفتاة، وخلصوا إلى أن أدمغة الذكور كانت متصلة من الأمام إلى الخلف، بينما يتقاطع دماغ الأنثى من اليسار إلى اليمين.

وقال المعدون إن هذا يمكن أن يفسر لماذا يميل الرجال إلى الأداء بشكل أفضل في أداء مهمة واحدة، في حين أن النساء أكثر استعداداً لتعدد المهام. ولكن إليوت تصوّر نظريتهم على أنها تجاوز.

اقرأ أيضاً:

في يوم المرأة العالمي.. قضايا اجتماعية عدّة يبرزها نجوم الفن ورواد مواقع التواصل الاجتماعي

وكتبت إليوت في “هافينغتون بوست” في ذلك الوقت: “تنضج الفتيات قبل الأولاد بسنة أو سنتين في أدمغتهن بقدر طولهن وأعضائهن التناسلية”، وأضافت أن حجم العينة في تقرير جامعة بنسلفانيا يشير أيضاً إلى أن الاختلافات بين أدمغة الذكور والإناث ضئيلة.

وتابعت: “في أي وقت تحتاج إلى 1000 شخص للوصول إلى دلالة إحصائية، يجب أن أنبهك إلى أن الاختلافات متواضعة، وقابلة للقياس فقط على مستوى السكان على عكس فرق البطولات الأربع الذي يمكنك توقعها بين كل صبي و فتاة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى