مقال رأي

صيدنايا جنحة وما خفي كان أعظم

بقلم: م. عبد الجواد سكران

ينشغل الاعلام اليوم بتقرير منظمة العفو الدولية حول جرائم التصفية التي قام بها النظام بحق المعتقلين في سجن صيدنا,والبالغ عددهم حسب التقرير 13000 معتقل خلال 2011-2015.

رغم أنها جريمة انسانية بشعة تخالف كل الشرائع و القوانين ,وليست الأولى بالطبع ولن تكون الاخيرة, فقد خبرنا هذا النظام المجرم منذ أيام حافظ وأخيه رفعت مروراً بالابن الذي فاقهم جميعاً, مستخدماً حتى الكيمياوي ضد شعبه عدا عن استجلابه قطعان الميليشيات والمرتزقة وإطلاق ايديهم ضد العزل.

لا يعترف المجتمع الدولي ومنظماته المختصة إلا بجرائم قتل موصوف وموثقة … لكننا جميعنا نؤمن بأن القتل هو جريمة عادية اذا ما قورنت بالجرائم الحقيقية التي انتهجها النظام الاسدي منذ استيلائه على سورية عام 1970 وحتى هذه اللحظة بحق السوريين خاصة والامة عامة.

ما حصل من جرائم سابقة لهذه الجريمة ولاحقة لها,هي ليست جرائم النظام فقط,بل هي جرائم يتحمل وزرها العالم جميعه من أقصاه الى أقصاه,والامم المتحدة بمنظماتها,ومجلس الامن الظالم, وكل ساكت على هذا النظام المجرم.

كان من السهل ايقافه عن جرائمه,وربما تصريح جديٌّ واحدٌ قادرٌعلى لجمه وكبح اجرامه.وليس المجرم من يقوم بالفعل فقط بل الساكت والمشجع والمخطط والداعم والمداهن والمدافع, وربما هؤلاء جريمتهم أكبر وذنبهم أعظم.

تبدأ الحكاية من حزيران 1979,وتحديدا من مدرسة المدفعية,التي لم أشك يوماً ان وراءها اصابع مخابراتية,بغض النظرعمّن نفذ .

الاتهام كان حاضراً للاخوان المسلمين, ودارت الدائرة على المسلمين السنّة بحجة الاخوان, فمات من مات, وسجن من سجن, وصُفّي في السجون من صفِّي, وخرج من البلاد من خرج, وبعد مجزرة حماه في شباط 1982,بسط الاسد الاب يده على سورية وشعبها بقبضة من حديد وجمر فتحولت سورية الى نظام طائفي بامتياز باحتلال الطائفة كل مفاصل الدولة الامنية والعسكرية والاقتصادية والاعلامية والفكرية والاجتماعية .

ثم بدأت حملة التجهيل بتخريب العمل التربوي والحصار الاقتصادي والراتب الذي لا يسد الرمق, وبدأ تسرب الاجيال من المدارس حتى أصبحت نسبة الجهل تفوق 70% في حلب وحمص السنية وأحياء دمشق وريفها ودرعا وغيرها,ثم الفساد والرشوة التي حطمت كل قيم المجتمع الاخلاقية والفكرية, ثم العبث بالمؤسسة الدينية, وتقريب علماء السلطة ومشايخ الفتنة والدجل, وملاحقة المخلصين والشرفاء .

ثم عمد النظام الى التحالف مع ايران الشيعية وحزب الله الطائفي, وأطلق يد ايران لتعيث في المجتمع تشييعا وافسادا, فبينما لا يسمح بأي نشاط للمساجد السنية والعاملين فيها,كانت الشيعية تبني الحسينيات,وتدفع الاموال,وتنشر المذهب الشيعي,حتى تنبأ احدهم ان المنطقة الشرقية ستكون شيعية بالكامل في غضون سنوات, كل هذا تحت سمع وبصر أجهزة النظام الأمنية.

الجريمة الكبرى كانت بحق الشعب السوري والكتلة السنية فيه,وبحق الامة جمعاء من خلال هذا التحالف سيء النية مع الولي الفقيه الطائفي وأمام هذا تبدو صيدنايا وغيرها من الجرائم الموصوفة جنحة صغيرة رغم بشاعتها,ورحم الله القائل:

وقاتل الجسم مأخوذ بفعلته…..وقاتل الروح لا تدري به البشر

ملاحظة : وكالة خطوة الإخبارية لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة

عبد الجواد سكران-01

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى