حورات خاصة

هل تُقْدم أنقرة على عملٍ عسكري جديد “مختلف” في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية؟

يشهد الشمال السوري الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة السورية الموالية لأنقرة تحركات عسكرية؛ وذلك بالتزامن مع تهديدات رسمية تركية بشنِّ عملية عسكرية جديدة لردع الهجمات التي تتعرض لها القوات التركية بالمنطقة، والتي تتهم أنقرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بالوقوف خلفها.

يرى مراقبون للوضع أن مناطق ريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، تشهد تطورات على الجبهات الملاصقة لمناطق سيطرة قوات “قسد”، لافتين إلى أن المدينة التي ستكون ساحة للمعركة القادمة هي تل رفعت.

وخلال الأيام القليلة الفائتة، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير دفاع بلاده، الذي يصفه الإعلام التركي بـ”الرجل القوي”، بشنِّ عملية عسكرية شمال سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وبطريقةٍ وصفها بـ”مختلفة للغاية”، وذلك على خلفية هجمات أسفرت عن مقتل شرطيين تركيين الأسبوع الماضي.

رغم أن تركيا تهدد بعملية مرتقبة منذ أيام إلا أن الغموض يلف تفاصيلها وحدودها، ولكن هل أنقرة جادة حيال اجتياح مناطق جديدة بسوريا وما المنطقة التي ستكون ساحة للصراع المقبل وهل التهديدات التركية ناجمة عن تفاهمات بين النظام السوري والأتراك والإيرانيين وما رأي قسد بهذه التصاريح التي تحمل في طياتها تهديدات مباشرة؟.. هذه الأسئلة وأسئلة أخرى يجيب عنها المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية آرام حنا في حوارٍ خاص مع وكالة “ستيب الإخبارية”.

قوات سوريا الديمقراطية
هل تُقْدم أنقرة على عملٍ عسكري جديد “مختلف” في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية؟

هل تشنّ تركيا عملية عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية؟

يقول المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية آرام حنا، تعليقاً على مدى جدية تركيا بشنِّ عملية عسكرية: “بالحديث عن جدية التهديدات مؤخراً، يقتضي التنويه بأنها لم تتوقف طيلة العامين الماضيين وكانت ترتكب على مختلف المناطق الواقعة على خطوط التماس”.

وأضاف: “النقطة المهمة هي نتائج هذه التهديدات ومدى تأثيرها السلبي على أمن مدننا وشعبنا من ناحية وعلى جهودنا المستمرة في مكافحة الإرهاب من ناحيةٍ أخرى”.

قسد تنفي علاقتها باستهداف القوات التركية بريف حلب

وفيما يتعلق بالجهة المسؤولة عن استهداف القوات التركية بريف حلب بعد أن وجهت أنقرة أصابع الاتهام لقسد، يؤكد حنا: “نحنُ (أي قوات سوريا الديمقراطية) قلنا من خلال بياننا الذي نشره المركز الإعلامي بأننا غير موجودين في المنطقة المذكورة ولسنا مسؤولين عن ما حدث، وعلى هذا الأساس لسنا معنيين بالحادثة علماً بأن تلك المنطقة تشكل ساحة مفتوحة للفوضى التي تشكلت من خلال تدخل الاحتلال فيها”.

ويرى المتحدث باسم قسد أنه “لا يمكن تحديد أطماع الاحتلال (في إشارة إلى تركيا) الذي يملك رغبة الامتداد على طول الشمال السوري”، قائلاً: “نحن ندعم كل السُبل التي تدعم خفض التصعيد ووقف إطلاق النار واستعادة المناطق المحتلة”.

ازدياد نشاط تنظيم داعش بسوريا

قال المتحدث باسم التحالف الدولي في وقتٍ سابق خلال مقابلةٍ متلفزة، بأن وجودهم العسكري في شرق الفرات هو فقط لمحاربة داعش. هل تعتبرون هذا الكلام بمثابة ضوء أخضر مبطن للأتراك؟

ردّاً على هذا السؤال، يقول حنا: “قواتنا مع التحالف الدولي تتشارك في محاربة داعش، واستمرار مكافحة الإرهاب من خلال كشف الإرهابيين وملاحقة الخلايا النائمة التي ازداد نشاطها بعد احتلال مناطقنا شمالاً. وهذا ما يخلق حلقة وصل بين مجريات الأحداث عامةً، فمن الواجب تفعيل دور القوى الفاعلة في الشأن السوري كروسيا أيضاً، كونها ترعى اتفاق وقف إطلاق النار والخروقات التي ننقل تفاصيلها إليهم بشكل مباشر”.

وحول ما إذا كانت “قسد” قد حصلت على ضمانات من الروس أو الأمريكان بحماية منطقة شرق الفرات من أي تدخلٍ عسكري محتمل، أوضح حنا: “بدايةً، قواتنا التزمت بالاتفاقات التي من المفروض أن تضمن تحقيق حالة من الاستقرار في المنطقة وتبذل جهودها لتحقيق هدف تحريرها للمناطق المحتلة و من خلال وفد مجلس سوريا الديمقراطي (مسد) الذي زار موسكو وواشنطن مؤخراً، التمسنا رغبة الجانبين بالتهدئة و عدم خلق أي تصعيد”.

الحل الحقيقي لسوريا

المتحدث باسم قوات “قسد”، تعليقاً على سؤال الوكالة بخصوص وجود تفاهم بين النظام السوري والأتراك والإيرانيين بإعادة ترتيب الأوراق داخل سوريا من جديد، أكد أنه لا يمكن الحديث عن ترتيب الأمور في سوريا بدون مشاركة حقيقية من السوريين عامةً.

وتابع: “نحن قدمنا من خلال الإدارة الذاتية الديمقراطية الحل الحقيقي، الذي يضمن وحدة البلاد وقوتها، وفي كثير من المناسبات طرحنا رؤيتنا وقلنا بأننا مستعدون للحوار”.

مستوى العلاقات بين قوات سوريا الديمقراطية وواشنطن

وحول استعدادات “قسد” ومدى قدرتها على تنفيذ عملية مضادة في منطقة مختلفة إذا ما أقدمت أنقرة على تنفيذ عملية عسكرية جديدة، أشار حنا إلى أن قوات سوريا الديمقراطية “أعلنت عن أهدافها بمناسبة ذكرى تأسيسها السادسة، وكانت إحداها إعادة تحرير المناطق المحتلة إلى جانب مكافحة الإرهاب حتى القضاء عليه وتحقيق التنمية المجتمعية”.

وأضاف: “وبالوقت الذي نؤكد فيه التزام قواتنا بالاتفاقات، نؤكد بأننا لن نتوانى عن استخدام حقنا في الدفاع المشروع المنصوص ضمن المواثيق الدولية”.

وأكد حنا؛ كذلك: “نحن نتمتع بعلاقات متميزة مع الإدارة الأمريكية و نتباحث سبل تعزيز أمن المنطقة و قضايا أخرى، ونتشارك الأهداف ذاتها التي تشمل مسألة الاحتلال شمالاً”.

حاورته: سامية لاوند

اقرأ أيضاً: باحث سياسي يكشف المدينة السورية التي ستكون ساحة للعملية العسكرية التركية المرتقبة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى