الشأن السوري

إيران تُواصل انتهاكاتها بديرالزور، والمعارضة تطالب بقطع رأس الأفعى

شهدت الأيام القليلة الماضيّة وصول عدد من الحافلات المحمّلة بالحجاج الإيرانيين إلى منطقة “عين علي” في مدينة “القورية” وإلى “قبة عين علي” الواقعة في بلدة “السويعية” بريف البوكمال شرقي دير الزور، مع العلم أنّها ليست المرّة الأولى التي تصل فيها مثل هذه الحافلات إلى مواقع الميليشيات الإيرانيَّة هناك.

يأتي هذا في وقت تُواصل الميليشيات الإيرانيّة انتهاكاتها في محافظة دير الزور، حيث صادرت، أمس السبت، عشرات منازل المدنيين في بلدة “بقرص” شرقي دير الزور، تعود ملكيتها لنازحين خارج مناطق سيطرة نظام الأسد، وذلك بغية إسكان موظفين وعناصر ميليشيات يقيمون في البلدة. بحسب “جاد الله” مراسل وكالة “ستيب الإخبارية” في دير الزور.

وأشار مراسلنا، إلى اعتقال قوَّات النظام نحو عشرين إمامًا ومؤذنًا، رفضوا النداء للصلاة وفق المذهب الشيعي، وتم تحويلهم إلى العاصمة دمشق لتحقيق معهم يوم الجمعة الفائت، وذلك على خلفيّة تلقي مديرية أوقاف دير الزور توجيهات من المليشيات الإيرانيّة برفع الأذان على طريقة المذهب الشيعي في مسجد الحسن والحسين داخل حي الجورة في المدينة.

وفي تصريح خاص لوكالة “ستيب الإخباريّة” قال الكاتب والباحث في الشأن الإيراني النقيب المهندس “ضياء قدور”: إنَّ النظام الإيراني لا يفهم إلّا “لغة القوة” ويجب مواجهته بالنار والحديد، واتخاذ سياسة حاسمة تجاهه، فمذ أربعة عقود ونظام الملالي يعيث فسادًا في المنطقة بلا رقيب ولا حسيب، ويُشكّل ما يحلو له من ميليشيات ومجموعات إرهابية تابعة له، وتأتمر بأمره دون أيّ رادع أو محاسبة، وسط تقصير معظم الرؤساء العرب تجاه سوريا.

وطالب “قدور” وهو مسؤول دعم المعارضة والانتفاضة الإيرانيَّة في المعارضة السوريّة متمثلةً بـ “حركة تحرير وطن” الرؤساء العرب بالاعتراف رسميًّا بالمقاومة الإيرانيَّة ودعم الشعب الإيراني في انتفاضته ضد نظام الملالي، في داخل إيران، لأنَّ الأفعى لا يُمكن أن تقتلها إلّا إذا قُمت بقطع رأسها من طهران. محذرًا من أنَّ المدّ الإيراني “لن يقتصر على سوريا فحسب، فهو مثل السرطان المستشري الذي يجب اقتلاعه من جذوره”.

وتطرّق إلى افتتاح “نواف البشير” شيخ عشيرة البكارة مسجد “أبو عابد” (جد نواف) الكائن في سوق مدينة دير الزور، ليصبح مركزًا ومزارًا شيعيًّا، واعتباره حوزة علميّة ومرجعيّة، ترفرف عليها راية “الإمام الحسين” وتم افتتاحه أمام الحجاج الإيرانيين والعراقيين، حسبما أعلن في بيان له بتاريخ 18 / 11 / 2018.

في حين، ذكر مراسلنا: أنَّ طائرات التحالف الدولي، حلّقت مساء أمس، فوق مدينة دير الزور ومطارها العسكري، للمرّة الأولى منذ عام 2016، بينما لم تقم الميليشيا الإيرانيّة بأيَّ ردّ على الطائرات. ويوم الخميس الفائت، استهدفت طائرات مجهولة يُعتقد أنّها إسرائيليّة معمل السجاد في مدينة “موحسن” شرقي دير الزور، والذي تتخذه الميليشيات الإيرانيَّة مقرًا لها مما أسفر عن مقتل أكثر من عشرين عنصرًا كما طالت الغارات مناطق في بلدة “المريعية” المجاورة لمطار دير الزور العسكري.

وبدوره، صرّح الشيخ “خالد الحماد” أمين عام جبهة الأصالة والتنميَّة، وأحد أبناء قبيلة المشاهدة في دير الزور، لوكالة “ستيب الإخباريّة”: أنَّ “أغلب مؤسسات الدولة السوريّة مخترقة من قبل الميليشيات الإيرانيَّة، فإيران منذ ثلاثين عامًا تُحاول الدخول إلى المنطقة الشرقيَّة في سوريا بهدف تشييعها، وتغييرها طائفيًا لتتبع لولاية الفقيه، وتكمن خطورة هذا الاختراق في ضرب المثلث السنّي الممتد من بغداد إلى دمشق، والمتصل بجنوب الأردن والخليج العربي، لفصل تركيا عن الخليج عبر صناعة الهلال الشيعي”.

وفي بيانها أمس، كشفت هيئة التفاوض في المعارضة السوريّة، عن مساعٍ تجري حاليًّا، لتأسيس مكتب متخصص في “رصد ومتابعة السلوك الإيراني والمساهمة في وضع الأفكار والأدوات التي تُناسب عمليَّة إنهاء الوجود الإيراني، منوهةً بأنّه “يتم حاليًّا تجييش حشود من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، وميليشيات أخرى بشكل غير مسبوق في جنوب البلاد”.

وقال رئيس الهيئة “نصر الحريري” إنَّ “نظام الحوزة والحوزات ظهر جليًّا في المنطقة من خلال مبعوث لمرشد إيران علي خامنئي ومبعوثين آخرين ويتبعون أساليب الترهيب والترغيب، والإغراءات الماديّة وحرية التنقل والأمن داخل البلاد من أجل أن يجعلوا الشباب من ضمن الخلايا لاغتيال الناشطين والسياسيين المعارضين للنظام وتطوير شبكة أمنيّة في هذه المنطقة لتحقيق مصالح إيران بالمنطقة”. مشددًا على “إطلاق خطة إقليميّة لمواجهة إيران، وتكثيف الأدوات الدوليَّة من أجل وضع حدّ لإيران”. وفسر الحريري هذا السلوك الإيراني، بأنَّ “طهران قد تضطر للمغادرة في وقت لاحق ما يجعلها تترك خليفة لها في المنطقة، لإنشاء فكرة تشبه حزب الله اللبناني، بكوادر سوريّة، لتعبئتهم ماديًّا وعسكريًّا ومنهجيًّا وعقديًّا، لتنفيذ سياساتها الاستراتيجية في دول المنطقة”.

 

dair al zour 25 11 2018

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى