مقال رأي

ثورة مسروقة وشعبٌ لن يخضع

بقلم أحمد أبو الوليد

8 سنوات ، ما يُقاربُ المليون شهيد ، مئاتُ الآلاف من المُعتقلين ومِثلَهم من المفقودين ، الملايينُ من المهجَّرين وبلدٌ دون بلد!

آلافُ الغاراتِ والصَّواريخ وكلُّ ما ذُكرَ لم يكن الثَّمن لحريةِ السُّوريين ؛ على الرَّغم من أنَّهم رددوا من البداية بأنَّ الحرية ثمنُها باهظ.

اليوم تُكملُ الثَّورة السُّوريَّة عامُها الثَّامن ، في مثلِ هذه الأيام اشتعلَ الوطنُ وانشغلنا فيه ؛ تركَ السُّوريون أعمالَهم واشغالَهم والتفتوا لوطنٍ ينهارُ أمامَ أعينِهم ، وطناً هُمِّشَ واهترأ من حكمِ آل الأسد وحاشيتِه ، وطنٌ أنهكه الظُّلم والقمع فالجدران في الدَّولة تسمعُ وتنقلُ ما يُقال بين شعبِ مزرعةِ الأسد ، يُقال أنَّنا خسرنا وطناً قبلَ ثمانيةِ أعوام ولكن ماذا كسبنا؟!!

كسبنا حريةً وكرامةً وشرفاً.

نعم تنفَّسنا حرية ، حريةٌ كُتبَ عليها أنْ تبقى تحتَ الإقامةِ الجبريَّة وبحراسةِ أخوةُ الأسد ، إقامةٌ جبريَّة برعايةِ “الجولاني” و”البغدادي” وغيرُهم ، أنتَ خارجْ حكمِ الأسد ولكنَّكَ تحتَ حكمِ ديننا ويجبُ عليكَ أنْ تخرجُ عن الدِّين ليُنفَّذ عليك الحدّ.

ثارَ الشَّعبُ ضدَّ الأسد الكافر ليخرجَ من يُكَّفرُ شعباً بالكامل ويأتي ليُعلمُنا طريقةَ الصَّلاة الصَّحيحة ؛ وكيفَ لا نخرج من الإسلام.

ثارَ الشَّعبُ السُّوري ضدَّ نظامٍ ليخرجَ له ألفُ نظامٍ ودولٍ وحدود ؛ ومشاريعٍ هنا سوداء وهناك بيضاء وأخرى لم يُعرفُ لها لون ليبقى الشَّعب هو من يدفعُ فاتورةَ حريتِه بدمِ أبنائِه.

سرقوا الثَّورةَ والوطن ؛ نعم سرقوها هم ذاتَهم أصحابُ الرَّاياتِ البيض والسَّوداء أخوةُ المنهجِ والعقيدة ، أصحابُ مشروعِ الخلافةِ التي ستُقامُ على دماءِ الشَّعبِ السُّوري. الجولاني ورفاقُه ومن معَهم من أصحابِ تطبيقِ الدِّين أهمُّ من حفظِ دماءِ المُسلمين.

أتمَّتْ الثَّورةُ السُّوريَّة عامَها الثَّامن بعدَ مرورِ عامٍ أسودٍ عليها ؛ خسرتْ فيه درعا وغوطةَ دمشق وتحكِّمٍ في المُحرّر.

ضامنان يقصفُ من يدفعَ أكثرَ بينهم إدلب التي يحكمُها الجولاني وحكومتِه ، وشمالي حلب الَّذي يُدار على مزاجِ قادةِ الفصائل.

ذهبتْ الأرض وخسرتْ الثَّورة الكثير وخسرَ معها الشَّعبُ الكثيرَ من أبنائِه ، وخرجَ الطَّاغية ليقول ها أنا ذا هنا لم أهرب ؛ وظنَّ أنَّه نجا ، نجا من غضبِ السُّوريّين إلا أنِّه لم يعلمْ أنَّ الخوفَ قد كُسرَ وأنَّ الثَّورةَ لم تعُد صعبة ، فمن ثارَ على الطَّاغية أمس سيثورُ عليه كلَّ يوم .

وكما قالَها أهلُ درعا في بداياتِها “وك بدك تسقط يا ساقط” وإنَّها … ثورة لن تموتْ.

ملاحظة : وكالة ستيب نيوز لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة .

مقال الرأي 2

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى