الشأن السوري

أم محمد واحدة من آلاف قصص معاناة المرأة السورية , فما هي حكايتها ؟!

مع احتفال دول العالم اليوم الثامن من مارس آذار الجاري بعيد المرأة العالمي، تغيب المرأة السورية عن واجهة شعارات تلك الدول، نساء سوريا تعجز الكلمات عن وصف شجاعتهنّ و دورهنّ الكبير في استمرار الثوار السورية ولولا وقوفهنّ بجانب الثوار لما استطاعوا المضي قدماً في طريق الحريّة المحفوف بدماء الشهداء.

ومن بين آلاف القصص لتضحيات المرأة السورية روى مراسل وكالة خطوة الإخبارية معاناة ” أم محمد ” و هي سيّدة في الأربعين من عمرها و نازحة من ريف حمص الشرقي، حيث تعيلُ أبنائها بعد فقدانها لزوجها و ابنها الأكبر.

و قال مراسلنا أنه كان لديها زوج يعمل بمجال بيع الملابس عن طريق بسطة صغيرة، وفي أحد الأيام ذهب زوجها منذ ثلاث سنوات من ريف حمص إلى مدينة دير عطية في ريف دمشق لشراء بضاعة جديدة، و أثناء سفره اعتقلته قوات النظام على إحدى الحواجز في مدينة النبك و بعد اعتقال دام أكثر من أربعة شهور خرج من السجن ثم توفي بعد أسبوعين متأثراً بجراحه التي تعرض لها جراء التعذيب هناك.

و بعدها قامت الزوجة بالعمل بعدة مجالات منها نسيج الألبسة و الزراعة في ريف حمص الشرقي لتأمين المعيشة لأولادها الستة ” خمسة ذكور و أكبرهم بنت سبعة عشر عاماً ثمّ محمد خمسة عشر عاماً ” حيث استشهد محمد أثناء رباطه مع الثوار على جبهة بلدة مهين جراء قصف روسي، و ذلك بعد زواجه بعشرة أيام.

و في ذات اليوم تعرض الابن الأصغر لإصابة جراء قصف روسي مماثل على منطقتهم أثناء نزوحهم داخل الريف و على إثرها فقد نظره، و بعد دخول تنظيم الدولة إلى المنطقة قررت ” أم محمد ” النزوح إلى بلدة الدنا شمال إدلب لكنّها لم تسطع تأمين معيشتها هناك، فقررت اللجوء إلى دولة تركيا حيث استأجرت منزلاً صغيراً ، غرفة واحدة ، و أصبحت تعمل في الأراضي الزراعية لدى أتراك، كما أنّ أولادها الصغار يجولون الشوارع لجمع المواد البلاستيكية من حاويات القمامة، حتّى يستطيعون تحصيل قوت يومهم.

” أم محمد ” تذهب من الساعة الخامسة صباحاً و حتّى الرابعة عصراً بشكل يومي و تتقاضى أجر قليل ما يقارب الـ 20 أو 25 ليرة تركية، و هي تعاني من مرض الضغط و بعض الأمراض العصبية، وعندما تعود من عملها في الزراعة تساعد أبنائها بجمع النفايات البلاستيكية أو الخردة لتأمين لقمة العيش.

و يذكر أنّ الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت في تقريرها اليوم مقتل ما لا يقل عن 23502 أنثى، قضى 65 بالمئة منهن جراء القصف الجوي، و 7571 أنثى ما زلن قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري.

 

13877736231pic

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى