الشأن السوري

اتساع دائرة احتفالات عاشوراء في سوريا مع تشديدات أمنيّة إيرانيّة

تُواصل الميليشيات الشيعيّة المتواجدة في سوريا مراسم التحضير للاحتفال بذكرى يوم “عاشوراء” بعد غدٍ الجمعة، حزنًا على مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب، ومع استقطاب المزيد من السكان الشيعة من دول إيران والعراق وأفغانستان وغيرها، توسعّت دائرة الاحتفال في الداخل السوري حيث لم تقتصر على عاصمة الأمويين دمشق، فحسب بل وصلت هذا العام إلى وسط مدينة حمص ومحافظات أخرى، ما يجعل سوريا أشبه بـ “كربلاء مصغرة”. وفق وصف ناشطين.

وأفادت “هديل محمد” مراسلة وكالة “ستيب الإخبارية” في حلب بأنَّ مسجد النقطة (المشهد) الواقع بين حيي الزبدية والإذاعة في المدينة يشهد منذ أيام انتشارًا أمنيًا مكثّفًا لعناصر الحرس الثوري الإيراني وسط تفتيش دقيق للسيّارات والمارّة مع بدء اللطم والنوح والبكاء بذكرى مقتل الحسين، بينما وصل عدد كبير من أبناء الطائفة الشيعيّة بينهم ايرانيين بحضور عدد من الضباط الإيرانيين على مستوى رفيع استعدادًا للاحتفال بذكرى عاشوراء.

ومن جانبه، “جاد الله” مراسل وكالة “ستيب الإخبارية” في دير الزور، تحدّث عن استمرار ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني استعداداتها لاحتفالية يوم عاشوراء، وذلك عبر رفع أعلام ولافتات طائفية في بلدة “صبيخان” ومدينتي “الميادين والبوكمال” شرق دير الزور حيث بدأت بإجراءات أمنيّة مشدّدة على كلّ من ”مزار عين علي“ و”قبة علي“ في مدينة “البوكمال” والتي أُنشأت حديثًا بتمويل إيراني، كما أقامت ميليشيا حزب الله اللبناني ثلاثة مراكز احتفال ضخمة في بلدة “حطلة” شمال دير الزور، ترفع فيها لافتات وشعارات طائفية وتقام فيها ولائم طعام مفتوحة، وتُسيِّر مواكب لطم في شوارع البلدة.

وفي تصريح خاص لوكالة “ستيب الإخباريّة” قال الكاتب السوري “خالد الحماد” وهو قائد جبهة الأصالة والتنمية: إنَّ الاحتفالات الشيعية تزيد هذا العام في مناطق الغالبية الشيعية التي استحدثتها إيران في سوريا مثل مزار عين علي في دير الزور ومناطق أخرى تتواجد فيها ميليشيات إيران وحزب الله اللبناني شرق سوريا وفي الساحل السوري والمنطقة الوسطى، فضلًا عن منطقة السيّدة زينب التي هي مقصد حج لأهالي البحرين والإحساء السعودية والكويت والعراق وإيران. مشيرًا إلى أنَّ سلطات نظام الأسد مؤخرًا حاولت إبعاد مراسم الاحتفال عن مناطق الغالبية السنة وخاصة في الأماكن العامّة مثل سوق الحمدية بدمشق حتى لا تعمل احتقان لدى الطائفة السنيّة.

وأضاف “الحماد” المهتم بشؤون العشائر: أنَّ الكثير من الأهالي في مناطق النظام وخاصة من عاد لمناطقه باتفاق مصالحة اعتبروا أنَّ الثورة انتهت، ويجب أن يركبوا هذا الحصان الرابح ألا وهو “التشيّع”، ولذلك سنرى المزيد من أبناء السنة وبالذات من أبناء العشائر يشاركون في الاحتفالات طمعًا بالمنصب والمال.

وذكر “الحماد”: أنّه وبحسب وجهة نظره “الشيعة ليس لهم مستقبل في سوريا بسبب الخلاف الروسي الإيراني حاليًا وسط إرادة دوليّة كاملة على خروج الميليشيات الإيرانية من سوريا، فاجتماع سوتشي الأخير بين الرئيسين التركي أردوغان والروسي بوتين، تم إقصاء إيران منه، وإعلان المسؤولين الإيرانيين عدم المشاركة في معركة إدلب .. مما يدل على أن نجم الإيراني بدأ بالأفول، وعند خروج الإيرانيين من سوريا سينقلب النظام على المتشيعين وحلفاء إيران حتى لا يكونون طابورًا خامسًا. بحسب قوله.

 

16493770 303

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى