مقال رأي

الشعب السوري .. وهزيمة روسيا بالمونديال

بقلم الصحفية عائشة الحمصي

تابع الشعب السوري بكافة فئاته مباراة التأهل لنصف نهائي مونديال روسيا 2018، ليلة أمس السبت، وكان الجميع يدعو الله بخسارتها وسط قلق كبير من فوزها كي لا تُحقق نصرًا رياضيًا على حساب دمائهم، كما أنّ المباراة نالت متابعة من لا يهتم بالرياضة؛ فأنا شخصيًا لا أتابع الرياضة، ولا تهمني أخبارها، وإنّما سُررت لخروج المجرمة روسيا من المونديال بخسارتها أمام المنتخب الكرواتي بركلات الترجيح بنتيجة 4-3 بعد انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي 2-2.

واللافت في الأمر أنّ الشعب السوري – وكعادته بصنع الضحكات من بين الألم – انتهز الخسارة للمجرمة روسيا بنشر الكثير من النكت وفتح باب السخرية، وبدأت الرسائل والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي. فمنهم من نشر خبر هزيمتها على غرار خبر لمعركة للثوار وما نتج عنها من خسائر، ومنهم أطلق على كرواتيا اسم الجيش الحرّ وأرفق صورها مع علم الثورة، ومنهم من استهزأ باللاعبين الروس قائلًا: “المنشطات مضروبة” كذلك نشطاء الثورة قالوا إنّ: الشماتة بالروس “واجب وطني وأخلاقي”.

حقيقةً ما فعتله روسيا بالشعب السوري لم تفعله أيّة دولة أخرى، فهي بدخولها رسميًا إلى جانب الأسد بنهاية شهر أيلول 2015 قلبت موازين المعركة ونكلت بالسوريين أيما تنكيل، حيث وثّقت الشبكة السوريّة لحقوق الإنسان مقتل خمسة آلاف و”783″ مدنياً، واعتداء على “817” مركزاً حيوياً مدنياً بينهم “141” منشأة طبيّة حتّى تاريخ 31 – 12 – 2017.

وبعد خسارة الثوار للكثير من المناطق (حمص – حلب – داريا ومناطق ريف دمشق) بدأ المكر الروسي بالالتفاف على القضية الثورية وتحويلها من إسقاط نظام بشار الأسد إلى بقائه في الحكم بشكل سياسي من خلال وضع دستور روسي وإجراء انتخابات وهمية، واستعاد النظام ما تبقى من مناطق بيد الثوار من خلال ما عُرف بمسار أستانة في يناير 2017 التي تمخضّت عن اتفاق خفض التصعيد في مايو 2017 (…) هذا الاتفاق مكّن الأسد من استعادة مناطق شاسعة آخرها درعا والقنيطرة على مهب الريح، ولم يبقَ سوى الشمال السوري الذي تهيمن عليه تركيا، ولم يُستثنَ من تهديدات بشار.

فخسارة روسيا بالمونديال شكلّت انتصارًا للشعب السوري، ولو حتّى نصرًا نفسيًا لم يتعدّى الشعور لبرهة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثلج صدور البعض منهم للحظات مؤقتة وسعيدة، بهزيمة رياضية للاحتلال الروسي.

ملاحظة : وكالة ستيب نيوز لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة

مدونة الأشخاص 3 01222 01

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى