الغوطة الشرقية .. معاناة وصمود
في زحمة الحرب والاشتباكات مع النظام من جهة ومع “تنظيم الدولة” من جهةٍ أخرى ، تغيب أو تُغيّب أخبار الغوطة الإنسانيّة والمعيشيّة، ينسى أو يتناسى الجميع مأساتها المستمّرة منذ أكثر من عامٍ ونصف ،ومع الصمود الأسطوري للغوطة الشرقية وفشل قوّات النظام في اقتحامها تتعرض يوميّاً للعديد من القصف بشتى أنواع الأسلحة الطيران الحربي ،المدفعية الثقيلة، الهاون، راجمات الصواريخ ،المواد السامة أيضاً.
حالة الحصار الخانق على مدن وبلدات وقرى الغوطة الشرقية لم تجدي حتّى الآن في جعل المجتمع الدولي يصدر قراراً يجبر به نظام الأسد في السماح بدخول المعونات الإنسانية والغذائية والأدوية اللازمة لكثير من الأطفال في الغوطة ، وبالرغم من وجود نقطتين طبيتين تابعتين لمنظمة الهلال الأحمر العالمية إلا أنهما تعملان بشكلٍ منفصل عن المنظمة بعد خروج قوات النظام من الغوطة ،حيث لم تقدم المنظمة أي من المواد أو المساعدات لهذه النقاط منذ سنتين تقريباً . ومع الصمت المريب للمجتمع الدولي والمنظمات التي تتزيّن و تتشدّق بشعارات حقوق الإنسان قام النظام السوري بتشديد الحصار وقطع جميع الطرق المؤدية للغوطة الشرقية ، وكثّف قصفه لبدات الغوطة علاوةً على استخدامه للمواد السامة بين الفينة والأخرى بعد استخدامه الشنيع لغاز السارين في صيف العام الماضي 21\8\2013 ، حيث أصبح الأمر بالنسبة له أكثر سهولة بعد الصمت المخزي للعالم أجمع في استخدامه الأوّل.
وقد أطلق مؤخراً ناشطو الغوطة حملةً تطالب المنظمات “الإنسانيّة” في التدّخل الفوري لإنقاذ ما تبقّى من الإنسان في الغوطة الشرقية المحاصرة ،والسماح للكوادر الطبية والاغاثية بالدخول لتقديم المساعدة اللازمة للمدنيين المتضررين ،و تطالب الحملة أيضاً بفتح معبرين للدخول والخروج ،وإدخال المعونات الإنسانية من معبر مخيم الوافدين في القطاع الشمالي والثاني من القطاع الجنوبي بين المليحة وجرمانا.
حيث تعاني الغوطة من شحٍ شديدٍ في تأمين الطحين والمواد الغذائية بسبب الحصار وسياسة النظام السوري في تجويع الأهالي ، وقطع المستلزمات الأساسية من الغذاء والكهرباء والمياه والاتصالات ، وازدياد أسعار السلع .
وحسب ناشطي الغوطة فإنّ زراعة الأراضي الغير مزروعة في الغوطة الشرقية سيساهم بحد كبير في توفير الأغذية وكسر الحصار ، ولكن على الهيئات الاغاثية دعم مشاريع الغوطة في الزراعة وحفر الآبار لتوفير مياه الشرب والري.
