الشأن السوري

من جسد الثورة السورية … صلاح الدين

مقدمة :
يقع حي صلاح الدين في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة حلب و يبلغ عدد سكانه قبل عام 2012 ما يقارب 350 ألف نسمة معظمهم من الطائفة السنية، وفي الوقت الحالي لم يبقى في الحي سوى ما يقارب الـ900 نسمة.

الحراك السلمي والعسكري :
يعد الحي رمز الثورة في مدينة حلب فهو الحي الأول الذي انتفض بكامله ضد النظام وناله الكثير من تنكيل وبطش قواته وأمنه وقد أطلق أهله على الشارع الرئيسي فيه اسم شارع الشهداء لكثرة الشهداء الذين سقطوا على أيدي قوات النظام في هذا الشارع.
بدأ الحراك الثوري في الحي في آذار 2011 بخروج مظاهرات من مساجد الحي ” صلاح الدين –أويس القرني –الناصر-الخضر-التقوى-سعد بن أبي وقاص ” وكانت تلتقي جميعها في معظم الأوقات عند دوار صلاح الدين، وكان الحي ملجاً المتظاهرين بسبب ثورية معظم أهالي الحي وبسبب كثرة الطرقات الفرعية التي كانت تؤمن الهروب اللازم للمتظاهرين الفارين من الأمن.
و كانت أشهر مظاهرات الحي في جمعة إذا كان الحكام متخاذلين فأين الشعوب بتاريخ 22\6\2012 والتي ارتكبت فيها قوات النظام مجزرة راح ضحيتها أكثر من عشرين شهيد.

تمكن الثوار من تحرير الحي في 21\7\2012 بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام وعادت قوات النظام لتشن هجوماً معاكساً على الثوار في الشهور الثلاثة الأخيرة من عام 2012 بهدف السيطرة على الحي وتمكنت من السيطرة على 80% منه بعد انسحاب الثوار بسبب القصف المدفعي وبقذائف الدبابات إضافة إلى الطيران الحربي الذي لم يهدأ في قصف مواقع الثوار، ليتبع الثوار بعد ذلك معارك الكر والفر وتمكنوا خلال شهر من استعاد السيطرة على 55% من الحي وبقي على هذه الحال حتى قام الثوار بشن هجوم عنيف في آذار 2013 على جامع سعد بن أبي وقاص وكتلة المباني المحيطة به والذي اتخذته قوات النظام ثكنة عسكرية، فتمكن الثوار من تحريره ليصبح 60% من الحي تحت سيطرة الثوار، ومنذ ذلك الوقت يشهد الحي اشتباكات شبه دورية دون تحقيق أي تقدم لأي طرف ، وفي الوقت الحالي تتواجد في الحي كل من الفصائل التالية ” تجمع فاستقم كما امرت وحركة نور الدين الزنكي وكتائب أبو عمارة “.

خاتمة :
يطغى على الحي الصبغة الثورية فأعلام الثورة تزين شوارع الحي وغالباً ما تقام كرنفالات الثورة وأعيادها فيه
في حين تبلغ نسبة الدمار في الحي ما يقارب 80% منه.

صلاح الدين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى