الشأن السوريسلايد رئيسي

نازحو حماة وإدلب.. الفرار من الجحيم لمواجهة الطرد

يُعاني النازحون من ريفي حماة وإدلب من أوضاع إنسانية مزرية للغاية، فبعد نجاتهم من الموت قصفًا، يُلاقون الأمرين في الشمال السوري سواء بمناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” أو “الجيش الوطني” لا سيَّما طردهم من المنطقة.

حيث قامت إدارة المهجّرين التابعة لحكومة الإنقاذ في مخيم “أبو الفداء” في بلدة “أطمة” شمالي إدلب أمس السبت، بفتح سواقي المياه والمجارير على الخيم التي بناها نازحو بلدة “كفرنبودة” شمالي حماة، بهدف طردهم من الأرض بحجة أنَّها “أرض وقف لمسجد”.

وأكد نشطاء وأهالي من “كفرنبودة” لوكالة “ستيب الإخبارية” ما حصل للنازحين، وقال “أبو محمد مرصد العشرين” في ريف حماة عبر تسجيل صوتي: إنَّ إدارة المهجّرين أخبرت عائلته، بأنَّ الأرض التي يبنون عليها مُخيمًا هي “أرض وقف للمسلمين” متسائلًا: “وهل نحن كفار حتى يمنعونا”.

منع النازحين من دخول منطقة درع الفرات وغصن الزيتون

تحدث ناشطون عن قيام الشرطة العسكريَّة في الجيش الوطني بمنع النازحين الفارين من جحيم القصف في ريفي حماة وإدلب من الدخول إلى مناطق عفرين وأعزاز والباب شمال شرقي حلب، خلال الأيام الأولى من النزوح، لكنهم قاموا بتأمينهم في مخيمات فيما بعد معربين عن استيائهم من تصرفات الجيش الوطني.

وأفاد الناشط السياسي “سامر السليمان” لوكالة “ستيب الإخبارية” بأنّه خلال زيارته إلى مدينة “عفرين” رأى عند معبر “دير بلوط” منع الحواجز العسكرية للنازحين من الدخول، بينما الأشخاص العاديين يتم إدخالهم، وعند العودة من عفرين بعد يومين تكرر ذات المشهد.

وأشار “السليمان” إلى وجود مخيمات في أرياف عفرين مبينة وفيها خيام، بالإضافة إلى مكان مُجهز الأرضية ليكون مخيم، وهناك بعض العائلات دخلت عبر مساعدة معارفهم من الجيش الوطني من خلال ورقة مهمة.

اجتماع مع الجانب التركي

وأكد ناشطون لوكالة “ستيب”، اجتماع عدد من وجهاء المنطقة مع الجانب التركي، يوم الجمعة الفائت، حول سبب منع النازحين من الدخول إلى المنطقة، وكان الردّ من الأتراك، بأنَّ المنع كان مؤقتًا، بهدف عدم تحقيق رغبة النظام وروسيا بإفراغ منطقة إدلب، وكي لا يظهر الأتراك بأنّهم متفقون مع روسيا على التهجير، وخاصة هناك قنوات روسيَّة تصوِّر جموع النازحين، لذلك تم المنع في أول يوم من حملة النزوح لكن بعدها ساعدنا النازحين وأمنا لهم خيم.

من جهته، ذكر مصدر عسكري من الجيش الوطني لوكالة “ستيب” أنَّ منطقة شمالي إدلب “آمنة” والمنع جاء لعدم تحقيق رغبة الروس بإفراغ منطقة إدلب وتجميع الاهالي في منطقة شمالي حلب، ورغم ذلك تم تأمين الأهالي في مخيمات في ريفي عفرين وأعزاز كما أنَّ حكومة الإنقاذ تتحمل المسؤولية تجاههم.

والجدير بالذكر أنَّ سكان المناطق التي يلجأ إليها النازحون يستغلون حاجتهم عبر رفع أسعار أجار المنازل لمبالغ تصل إلى 300 دولار أمريكي ما يزيد من أعباء النازحين.

وكان فريق “منسقو استجابة سوريا”، أحصى نزوح أكثر من 537391 نسمة، أي ما نسبته 90% من سكان المناطق المستهدفة في إدلب وحماة منذ توقيع اتفاقية سوتشي، منتصف سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى