الشأن السوري

“جيش النظام يُستنزف بانتظار انهياره”

بعد أكثر من ثلاث سنوات من عمر الثورة السورية كان لابد على جيش النظام أن يفقد عددا كبيرا من جنوده بين قتيل وجريح او حتى اسير .
رغم استعانة النظام بالمرتزقة من الخارج من مقاتلي حزب الله أو الميليشيات الشيعية من مختلف أصقاع الارض , أو فتح باب التطوع في الداخل تحت مسميات عديدة أبرزها جيش الدفاع الوطني أو اللجان الشعبية الخ ……, إلا أن ذلك لم يكن كافيا .
عدة أسباب كانت وراء استنزاف النظام لقواته بشكل كبير ومتسارع لعل أبرزها فقدانه لأعداد كبيرة يوميا قتلى أو غير ذلك , بالإضافة لانشقاق أعداد كبيرة من صفوفه والتحاقهم بالجيش الحر وغيره من التشكيلات المقاتلة ضد النظام , فضلا عن تخلف أعداد هائلة عن الالتحاق بالخدمة الالزامية أو خدمة الاحتياط فمنهم من التحق بالحر ومنهم من سافر للخارج وبقي قسم آخر متواريا عن الانظار .
سبب آخر برز في الآونة الأخيرة أدى لاستنزاف النظام لعناصره وهو عودة عد كبير من المرتزقة الذين جلبهم للقتال معه إلى بلادهم لعدة أسباب , فقد عاد قسم كبير من الميليشيات الشيعية للعراق نتيجة التقدم المستمر هناك لتنظيم الدولة وتشكيله لخطر كبير على معاقل الشيعة وخاصة في شمال البلاد , وكذلك الأمر في لبنان مع الشائعات الكثيرة التي ترد عن نية حزب الله الانسحاب نهائيا من سوريا بسبب استنزاف عناصره هو الآخر فضلا عن خوفه من اقتراب تنظيم الدولة من معاقله وتشكيله لتهديد يطاله في لبنان وخاصة في طرابلس .
ما سبق وغيره جعل النظام يحس بالخطر ويتخذ خطوات لسد النقص في صفوفه وخاصة على الجبهات المشتعلة .
المعلومات الواردة تفيد ان النظام أعطى صلاحيا للحواجز تمنحه الحق بسحب الشباب من مواليد 1972 إلى مواليد 1985 للقتال بجانب قوات النظام دون النظر إلى وضعه المعاشي أو حتى الصحي .
القرار وحسبما أفاد ناشطون طبق في عدة مناطق خاضعة للنظام حيث قامت عناصر النظام باعتقال عدد من الشبان في درعا المحطة وسوقهم للخدمة الالزامية أو لخدمة الاحتياط , كما تقوم عناصر الأمن وبشكل شبه يومي بحملة مداهمات على كافة أحياء وأسواق دمشق تدق من خلالها على الشبان وتسوق عددا كبيرا منهم للخدمة الالزامية أو لخدمة الاحتياط .
كما أصدرت حكومة النظام قرارا منعت بموجبه سفر الشبان ممن نفس الفئة العمرية السابقة الذكر وقد تم فعليا إعادة بعض الشبان من الحدود ومنعهم من السفر مع سحب بعض منهم فورا للخدمة الالزامية مباشرة , في خطوة تبين مدى الانهيار الكبير الذي على وشك أن يطال المؤسسة العسكرية .
كما قامت قوات الحماية الكرية بالحسكة والمعروفة بولائها لقوات النظام بخطوات متشابهة حيث اعتقلت قرابة 4000 شخص من اكراد وعرب بهدف سوقهم لخدمة الالزامية بصفوفهم , ثم ما لبثت أن أفرجت عن عدد منهم نتيجة احتجاجات كبيرة طالت عدة مدن .
من جهة أخرى ازدادت نسبة الرشاوى المتعلقة بهذا الامر حيث بلغت بعض المبالغ المدفوعة يوميا لقاء التهرب من الخدمة بجيش النظام لملايين

الليرات السورية مما أعطى قوات النظام موردا ماليا كبيرا من جراء ذلك .
الواضح مما سبق أن النظام يسير نحو الانهيار , ويزداد الامر يوما بعد آخر وإن كان يحاول القيام بإجراءات إسعافيه تمنع تفكك جيشه إلا أنه يعتبر قد دخل بحالة موت سريري بانتظار الإعلان الرسمي عن سقوطه .

1-374008_483163301723692_2024071559_n

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى