الشأن السوري

“الحاجة أمّ الاختراع” العنوان العريض لابتكارات الغوطة الشرقية

ما يربو على السنتين والغوطة الشرقية مقطوعٌ عنها كلّ سبل الحياة من ماء وكهرباء و دواء واتصالات و محروقات ، كلّ هذا كان الدافع الأبرز ليبدأ الناس بإيجاد وسائل يكملون بها حياتهم عوضاً عن الاعتماد على النظام وشحذ حقوقهم الأساسيّة منه ، فيخترعون و يبدعون في اختراعاتهم مطبقين المثل الشعبي ” الحاجة أمّ الاختراع” يتحدّون النظام وخدماته البائسة التي يقدّمها لرعيته بصنع البديل بذكاء وحرفية ، ففي حين تسبّب غلاء أسعار الوقود بمشكلة كبيرة أمام معظم الأهالي الذين يحتاجون إلى الوقود للتنقل وإلى المازوت لتشغيل المحركات فقد لجأ بعض الناس لاختراع مواد تساهم في انخفاض سعر الوقود ، يتحدّث أحد المحاصرين في الغوطة فيقول إنه ابتكر فكرة تساهم في تخفيض سعر الوقود بعد احتياجه للبنزين لركوب دراجته النارية الواقفة عن العمل منذ سنة ، الفكرة في مادة الفيبر وهي عن طريق إذابة هذه المادة فيخرج منها بخار ومع التكرير اليدوي ينتج مادتين الفيبر الصافي يستعمل عوضا عن المازوت، وسائل مشتعل قريب جداً لمادة البنزين ،وأضاف أنه بعد العملية وضع السائل في دراجته ونجحت الفكرة وهو اليوم يعيش هو و عائلته من المال الناتج من تبخير “الفيبر” وبيع البنزين ،أمّا مشكلة انقطاع المياه على الأهالي بالتزامن مع غلاء الوقود فقد عملوا على استبدال المحركات التي تسحب المياه من باطن الأرض كما توصّل أبناء الغوطة الشرقية إلى طرق مبتكرة لتوليد الكهرباء عن طريق الدراجات الهوائية ،وأيضاً عن طريق إنشاء حفر عميقة ممتلئة بروث الأبقار لتوليد مادة  شبيهة بالغاز الطبيعي وهي “الميثان” ، بالإضافة إلى كلّ هذا هناك المئات من الأفكار والابتكارات التي يبدعها أهل الغوطة كلّ يوم ،فاليوم أكثر من مليون محاصر في الغوطة لا سبل معيشية يقدّمها لهم النظام السوري لكنهم يصنعون سبلهم بأيديهم لا يعرفون اليأس ولا الحرمان ويصنعون كلَ شيء بأيديهم .

safe_image

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى