أدب وفنون

مسلسل ضيوف على الحب يكشف أقنعة البلاد بعد الحرب ضمن حبكة درامية مثيرة للجدل

 

أثار مسلسل “ضيوف على الحب” جدلاً واسعاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي حيث يسلط الضوء على فترة افتراضية بعد انتهاء الحرب في سوريا والآثار والمآسي التي يعانيها السوريين من تبعات ما حدث في البلاد.

 

ضيوف على الحب

لأن مسلسل ضيوف على الحب يتحدث عن مستقبل لم يحن وقت وصولنا إليه وتختلف نظرة كل منا إلى ما سيحدث في الفترة القادمة فقد أثار المسلسل جدلاً واسعاً بين الجمهور.

تبدأ أحداث العمل الدرامي “ضيوف على الحب” في بيت دمشقي عتيق، حيث مجموعة من الصبايا اللواتي جئن بحكاياتهن وأحلامهن لكي يعشن مجدداً جدلية الحياة والحلم، ويبحثن عن أمل جاء بعد وجع.

اقرأ أيضاً:

قائمة المسلسلات السورية في رمضان 2021

من هناك يبدأ “ضيوف على الحب”، دراما تلفزيونية سورية جديدة بمجموعة من الشخوص التي تبحث عن الحياة.

في زمن ما بعد الحرب يذهب مسلسل “ضيوف على الحب” إلى تقديم مسار حكاياته عبر مجموعة من الشخوص الذين ينطلقون من بيت دمشقي عتيق، لكي يرسموا ملامح حيواتهم ومصائرهم.

تلعب شكران مرتجى دور سيدة دمشقية تعيش في بيت كبير عتيق في قلب المدينة القديمة، تؤجر غرفه لعدد من الصبايا الباحثات عن الحياة بعد نزف أصاب وطنهن في مقتل فيرسمن أحلامهن بالكثير من الأمل والتعب.

“ضيوف على الحب” من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، وهو التجربة التلفزيونية الأولى للكاتب، سامر محمد إسماعيل، الذي كتب سابقاً للمسرح والسينما، ومن إخراج السينمائي السوري، فهد ميري.

وبطولة كل من، شكران مرتجى، وفادي صبيح، وجيني إسبر، وفايز قزق، ونظلي الرواس، وجرجس جبارة، وزهير رمضان، وعاصم حواط، وكرم الشعراني، ووضاح حلوم، ورنا العضم، ورنا كرم.

اقرأ أيضاً:

مسلسل “عشرين عشرين” من بطولة نادين نجيم وقصي خولي يحتل منصات التواصل الاجتماعي والكشف عن مجرى أحداثه

وجهة نظر الكاتب

 

من جانبه، قال، سامر محمد إسماعيل، عن العمل:“مسلسل ‘ضيوف على الحب’ محاولة لتقليد الحياة، اتكأتُ في كتابته على محاكاة الواقع السوري، لاسيما لدى جيل الشباب، إذ يقع على هذه الشريحة العبء الأكبر في تحقيق الذات، ومواجهة واقع يزداد وحشية وعتمة وجفاء”.

وأوضح أن “الكتابة للتلفزيون وفق شرط الثلاثين حلقة مشقة كبيرة، لكنها ممتعة وجذابة، إذا عرفنا شرطها الفني، فما سمي بالرواية التلفزيونية يكاد ينقرض اليوم تحت ضغط ما يدعى بورش الكتابة، والتي أعتقد أنها أُوجدت لإزاحة الكاتب، والتخلص نهائياً من مركزيته في العمل الدرامي، سواء كان هذا العمل مكتوبا للمسرح أو للسينما أو للتلفزيون أو للإذاعة. فثمة اليوم خلط مرعب في الكتابة لهذه الأنواع، مع أنها تختلف تماماً من حيث البنية والشرط الفني”.

وأضاف “الكاتب العربي اليوم يعيش أتعس لحظاته، وأكثرها مرارة، فسلطة النجوم المطلقة وسيادة رأس المال الجاهل تعززان هذا المسار الجهنمي. لقد أفل ذلك الزمن الذي كان يسوق فيه العمل التلفزيوني باسم كاتبه (أسامة أنور عكاشة وممدوح عدوان مثالاً لا حصراً)”.

وتابع: “ويرجع ما يحدث اليوم إلى “انجراف هائل نحو نوع من المخرجين (الصنايعية) أو أولئك الذين يباهون بنوع وموديل الكاميرا التي يصورون بها، دون الالتفات إلى المحتوى، وإلى المعالجة الدرامية. هناك شركات اليوم تصور حتى قوائم الطعام في المطاعم، تعتبرها سيناريو. وهذا مرده الانحطاط العام الذي نعانيه نحن العرب على كل المستويات”.

وأشار إلى أنه “لا قيمة للنص، لا قيمة للكاتب، لا قيمة للحوار، لا قيمة للعشرات من الساعات التي يهدرها المؤلف في صياغة نص. دعني أقلْ هنا إن الأزمة مركبة، فإذا كان تعريف الإخراج في أبسط جوانبه هو إيجاد حل لمشكلة النص، فأنا أعرّف النص بأنه إيجاد حل لمشكلة الحياة. يظن البعض أنه ليس أسهل من كتابة قصة، ليس أسهل من إيجاد سيناريو، وهذا ما أخذ الدراما العربية والسورية تحديداً إلى دركها الأسفل”

وأوضح الكاتب، سامر محمد إسماعيل، أن “هناك سينما الحزازير والمهرجانات، سينما ملفقة ولا علاقة لها بالحياة والواقع، لذلك يجب على الكاتب أولاً أن يجد معادلاً فنياً للحياة، وأن يفرق بين الواقع الموضوعي والواقع الفني، فما نشاهده في حياتنا اليومية لا يصلح للكتابة، قد يقول لك البعض إن الواقع مليء بقصص تشيب لها الأجنّة، لكن هذا هراء، فالواقع كما يقول الروائي الكولومبي الراحل ‘نوع من الأدب الرديء’. الكاتب هو من يجد المحرق، ويحدد زاوية النظر إليه، وهذا ما يخلط فيه كتّاب وورش الكتابة هذا اليوم. ورش الكتابة هذه هي نوع من تحويل الكتابة إلى ‘فعالة’ و’فعيلة’، إلى عمال كتابة”.

وأكد أنّ “الكتابة لا يمكن برمجتها، ولا تعلمها عبر القياس على تجارب، فكتّاب ‘الفورمات’ اليوم ينسخون آلياً مسلسلات وأفلاما أجنبية، ويقذفونها لعمال التصوير، وما من مخرجين اليوم، بل هم عمال تصوير، يموتون في عشق آخر أجيال الكاميرات والمعدات والتقنيات الحديثة، لكنهم يفتقرون إلى معرفة عميقة بمعنى النص، وليس لديهم أدنى مهارة في إدارة الممثل”.

وعن وجود مسلسله ضمن هذا المنظور يبين “من هذا الباب كتبت ‘ضيوف على الحب’، النص الذي أردتُ أن يكون مفعماً بشخصيات غنية درامياً، وثرية بعوالمها الداخلية، وصراعاتها اليومية. إنه محاولة لتقديم دراما سورية صرفة، بعيدة عن مسطرة السوق، وآمل أن يوفق المخرج فهد ميري في ترجمته للشاشة الصغيرة”.

اقرأ أيضاً:

إيقاف مسلسل الطاووس.. ما علاقة قضية الفيرمونت التي أشعلت مصر لسنوات طويلة

دلالات رمزية

 

يتعامل المسلسل مع حالة رمزية تحمل دلالات حكائية تعني الوطن السوري كله وترمز إليه، فالبيت العتيق القديم المتجذر هو سوريا، والشباب الذين يسكنونه هم الأجيال المتوالدة.

ويقدم المخرج، فهد ميري، بالاشتراك مع المؤلف نماذج حياتية عن المجتمع السوري الآن، ويقول “عملنا على النص سوياً وتناولنا فيه شخصيات حقيقية تستطيع تحمل مسؤولية تحميلها حكاية، فأنا أرى أنه عندما نوجد شخصية جيدة فإننا لا نخشى عليها من متابعة أمورها لأنها ستكون  ناجحة”.

وأوضح أن الشخوص “مجموعة من الشباب والصبايا الذين خرجوا من أجواء الحرب والخوف والظلمة، وواجهوا الحياة ليبحثوا عن مكان لهم في المجتمع، وتجمعهم سيدة دمشقية في بيت عتيق، وهي لا تؤجر هؤلاء لحاجتها إلى المال بل لأنها تشعر تجاههم بعاطفة الأمومة، فهنالك بينهم الطالبة الجامعية والممرضة وهناك من يشق طريقه في العمل خارج البيت وهناك من يود الهجرة إلى الخارج”.

وكشف أن “هذه الشخصيات تغادر البيت ونتابع حكاياتها ومصائرها، والبيت هو سوريا وفيه يعيش هؤلاء الناس ومنهم من ينجح والبعض يفشل، ولكل شخصية مسارها، والشباب هم الخط الدرامي الأساسي للمسلسل الذي تكمله خطوط موازية كثيرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى