يوم اشتريت قصيدة إدلبية حرة : بثلاثة آلاف يورو !!!
بقلم الاستاذ : ربيع الشعار- بروكسل 12 3 2012
كنت عائدا من لندن بعد حلقة ثورية نارية من حلقات الإنتفاضة العربية التي كان يقدمها الإعلامي السوري الإدلبي : موسى العمر ,,,
كان الجيش الاسدي الطائفي الخائن يقتحم مدينة إدلب قبل يومين ليخرج منها الثوار الأحرار بعد أن حكموها بالمحبة و الثورة و النظام خمسة اشهر متتالية !!!
كان الجرح عميقا و و مؤلما و لكن الثورة مستمرة في قلوبنا و نفوسنا و صبرنا و صمودنا في كل بقاع الأرض !!!
و في بروكسل كانت جمعية اصدقاء سورية الإغاثية و التي أسسّها بعض أبناء الثورة الأحرار لجمع التبرعات و دعم الداخل و التي كان جميع أعضائها من الأدالبة تحديدا و ريفها الحبيب خاصة و التي تفكّكت بعد ذلك قد دعت قبل أسبوعين إلى مهرجان ثوري يتخلّله جمع التبرعات من الحضور و ذلك على مسرح كبير في صالة تقع في بلدية إكسيل البروكسلوازية الراقية و قد كان ضيوف المهرجان وقتها منشدين ثوريين و فنانين و سياسيين من أهمهم : الدكتور عبد الرزاق عيد الي قدم إلينا من باريس و السيدة سهير الأتاسي القادمة من استانبول ,,,
و بما أن ذلك اليوم كان يوم أحد و هو عطلة رسمية في بلجيكا فقد كان الحضور غفيرا من أبناء الثورة السورية المجيدة و بدأ المهرجان بكلمات قصيرة ثم بدأ عريّف الحفل و كان وقتها أحد أعضاء الجمعية الأخ محمد موسى : أبو العز بتحمية و تنخية الحضور لجمع التبرعات و ذلك عبر مزاد يتم فيه بيع ثلاثة اشياء ثمينة :
شال صوفي بألوان علم الثورة نسجته أمّ لشهيد ,,,
و لوحة كرتونية من كفرنبل مكتوب عليها عبارة ثورية ,,,
ثم قصيدة شعرية لشاعر ثوري !!!!
و القصيدة كانت لشاعر سوريّ إدلبي ثائر كنت اسمع باسمه لأول مرة و هو : أنس الدغيم !!!
و بدأ المزاد و لعلع صوت أبو العز مناديا عبر المايك كل من يحب سورية و ثورتها للمزاودة و التبرّع ,,,
و يا الله يا شباب ,,,
و تسابق المزايدون بالمزايدة و ارتفع المبلغ إلى ثمانمائة يورو و توقف !!!
و أبو العز يريد الوصول للألف و خيّم على المسرح الكبير صمت رهيب ,,,
كانت في جيبي ألف يورو و كان الشهر في أوّله و كنت أريد أن أتبرع بشيئ منها بعد المزاد و لكنّ العقل الربيعي يعمل بسرعة البرق :
هل أقول ألف !!!
لا يا زلمي شو بّد بهالشغلة أنت ,,, ألف !!! إي تقيلة عليك يا ربيع و لسة الشهر بأوله !!
له يا أبو صدقي !!! الله يصلحك : و شو ألف يعني تدفعها هلّق لسورية و أحرار سورية ؟؟؟ و لك نسيت يا رجل شو كنت تعمل بالألف أيام السهر و الكيف في بروكسل و المغرب ؟؟؟!!! و لك يا زلمي كنت تدفع الألف بالسهرة و تطلع و أنت عم تضحك !!! و لك ياما طيّرت ألوف و ترجع ع بيتك آخر الليل مشي ما معك حق علبة سجاير !!!
يا عيب الشوم عليك !!!
قول ألف ,,,
و شعر صديقي و حبيبي أبو الخير بأنّ شيئا ما يدور في عقلي و أتا شارد عنه و إذا به ينفجر ضاحكا و ينظر في وجهي و يقول لي : شو قررت خاي ؟؟؟؟
قلت له بأسى : يظهر يا أبو الخير بدها تطير الألف !!
فأجابني باستفزاز : إي و ألفين معها كمان لعيونك أبو صدقي و عيون سورية
!!!
صول و جول و قول أبو صدقي ,,,
فشقّ صوتي فجأة غيمة الصمت الثقيل الجاثم على الصدور في تلك اللحظة الحاسمة :
ألف … ألف يورو أبو العز ,,,
فصاح أبو العز عبر المايك بفرح : ألف من عند ربيع شعار أبو صدقي … ألف يا شباب و الزلمي عايش ع الشوماج فضحني !!! و الشوماج هو راتب تدفعه النقابة للعاملين العاطلين كشبه تقاعد و هو مبلغ : ألف يورو !!!!
و صفق شباب الثورة المتجمعين في نهاية المسرح : أبو صدقي دم دم دم الله يحميك !!! و هاي أبو صدقي ها ها ,,,,
و قال أبو العز ,,,
ألف يا شباب الثورة ,,, ألف : حدا بيزايد ,,,
فأجبته فورا بعد أن صمت الجميع : ألفين أبو العز ,,, ألفين يا خاي !!!
و ضجت القاعة أيضا و شباب الثورة يلعلعون بالهتافات الثورية و أبو العز يصرخ : ألفين يا شباب ألفين و لم يرد أحد و وقفت ثالثة و حسمت الأمر : ثلالثة خاي … ثلاثة آلاف يورو !!!
و باعني أو العز فورا !!!