مسابقة خطوة 2014

المستقبل الغامض والنتائج بدأت بالظهور

اسم المتسابق : عمر عبد الفتاح

 

ملاحظة : المقالة المشاركة بالمسابقة لا تمثل رأي الوكالة بل تعبر عن رأي المتسابق فقط دون ان تتبنى الوكالة اية افكار او اراءا شخصية مذكورة ضمن المقالة

 

 

معتصم و كنان طفلان من مدينة حلب أخطر مدينة في العالم كما صُنفت مؤخراً , هربا كما الكثيرين من أطفال سوريا ليجدوا الأمن والأمان الذي يطمح إليه كل إنسان ما زال يعيش تحت القصف والدمار الذي ترتكبه آلة الحرب وتغذيه شركات السلاح حول العالم .

هدف معتصم وكنان الآن مختلف عمّا كان قبل الحرب , هدفهم قبل الحرب كان حلماً فمعتصم كان يطمح أن يصبح طياراً , وكنان كان حلمه أن يصبح مديراً لشركة كبيرة . الحلم الذي كان يعيشه هؤلاء الصغار قبل الحرب كان من الصعب تحقيقه لما يعرفه آباءهم من محتوى الدولة والنظام الذي يسيطر على مقدرات البلاد , لكن بالنهاية كان مجرد حلم يعيشونه ويسعى الكبار بدعم حلمهم من أجل الوصول إلى نجاح بنهاية الأمر .

أما الآن في ظل حربٍ حصدت الآلاف من الشهداء والمعتقلين المغيبين في السجون والدمار الذي حل بالمدن الكبرى , أدرك معتصم وكنان أن حلمهم أصبح خيال مع أول صاروخ يستهدفه الطيران لبيتهم الذي أصبح ركاماً , ونسوا ذلك الحلم الذي حلموه من أجل تحقيق هدفهم مع أول قطرة دم رأوها أمام أعينهم عند استشهاد والدهم , ودخلوا مرحلة جديدة من الحياة التي لا مكان للضعيف فيها ولا متسّع فيها للأحلام  , إنّما فيها الآن عمل من أجل العيش بكرامة , نعم لقد عرفوا معنى الكرامة التي كانوا يمتلكونها لكن على حساب كرامة الآباء المدركين لمعنى الكلمة التي رفعها الشارع السوري شعاراً لهم … “الحرية” .

اليوم بكل بساطة معتصم وكنان نسوا الهدف الذي طمحوا لتحقيقه , فهناك الطعام واللباس والبيت يجب تأمينها جميعاً . الليل البارد لن يكون دافئاً عليهم أبداً إذا لم يحضروا الحطب , أخاهم الصغير لن يشفى من المرض الذي ألمّ به إذا لم يجدوا وقتاً ليعرضوه على العيادات القريبة منهم والمختصة لرعاية السوريين هناك في المنطقة القريبة منهم , في البيت المتهالك والدتهم المصابة التي خسرت يدها عندما استشهد الزوج ليكون معتصم وكنان يداها وكل شيء بالنسبة للعائلة .

بعد تهاوي كل الأهداف والأحلام التي حلموها في الصغر اليوم معتصم وكنان هدفهم الوحيد تأمين “عربة” خاصة بهم لينعزلوا بالعمل عن رفاقهم و يستطيعوا تأمين لقمة عيش أفضل مما عليه وهم متشاركين على هذه العربات التي يمكن أن تكفي أبسط الاحتياجات وتُبعدهم عن العوذ وليكونا كما الرجال للبقاء مع عائلتهم والعيش بكرامة , بعيداً عن الدراسة والمدارس والعلم , بعيداً عن حلمهم الذي حلموه .

ملايين الأطفال منقطعين عن التحصيل العلمي لابتعادهم عن المدارس بسبب سوء الأوضاع المعيشية والوضع الاجتماعي المنهار لدى طبقة كبيرة من الشعب السوري الذي أصبح قضيةً للمساومة .

وأشارت منظمة الـ “يونيسيف”  في تقرير أصدرته حمل عنوان “الحصار- الأثر المدمّر للأطفال” ، إلى أن حوالي  3 ملايين طفل في سوريّة والدول المجاورة، غير قادرين على الذهاب إلى المدارس. وأوضح التقرير أن هذا الرقم يشكل قرابة نصف سكان سوريّة ممن هم في مرحلة الدراسة. وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، كشفت “يونيسيف” أن حوالى مليوني طفل سوري تتراوح أعمارهم بين 6 و15 سنة، باتوا بعيداً عن المدارس، أي أن عدد الأطفال الذين لم يعودوا طلاّباً زاد مليون طفل خلال خمسة أشهر.

كل هذه الأرقام المخيفة تجعلنا نبحث عن حلول لوقف تهالك هذا الجيل ودمج الثغرة والكارثة التي تهدد المستقبل العلمي للأجيال القادمة .

 

عمر عبد الفتاح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى