الشأن السوري

عملية استخباراتية بطلها جاسوس سوري استغرقت سنوات لكشف ملفات الأسد الكيماوية

كشفت صحيفة ” لوموند ” الفرنسية على موقعها الإلكتروني ،السبت، عن ” حرب سرية ” خاضها الموساد بشراكة مع المخابرات الفرنسية للإيقاع بمهندس سوري خبير في مشروع إنتاج الأسلحة الكيماوية كان يعمل في ” مركز البحوث و الدراسات العلمية ” الحكومي في دمشق و على علاقة بابنة مسؤول سوري كبير .

” راتافيا ” هو الاسم السري للعملية التي حصلت صحيفة ” لوموند ” على وثائق سريّة تخصها ، حيث ابتدأت العملية في عام 2008 و استمرت بعده لتتمكن تل أبيب و باريس من الحصول على مخزون هائل من المعلومات حول منظومة الأبحاث و إنتاج الأسلحة الكيماوية في سوريا ، و كان الهدف الحصول على معلومات عن حجمه و طبيعة التعاون القائم بين النظام السوري و دول حليفة له كإيران أو روسيا أو كوريا الشمالية في هذا الملف ، إلى جانب آليات استيراد المواد المستعملة في إنتاج الأسلحة الكيماوية المحظورة في السوق الدولية .

و للإيقاع بالمهندس استعمل الموساد الإغراءات المادية للحصول على المعلومات التي بجعبته خاصة و أنّه كان يحلم بتطوير وضعه المادي من خلال تأسيس شركة للاستيراد و التصدير ، و تقرب مخبرون إسرائيليون منه لمدة سنتين ، موهمين إيّاه أنّ بإمكانه تأسيس شركة في فرنسا و هنا لعبت الاستخبارات الفرنسية في تسهيل الحصول على تأشيرة سفر وعلى الإقامة المريحة في باريس ، و خلال زيارته إلى باريس التقى عبر أصدقائه برجل أعمال إيطالي و هو عميل للموساد سرعان ما تقرب إليه ، و ساعده في أن يخطو خطواته الأولى في “مشروع العمر” حسب اعتقاده .

و كان مرافقو الخبير يوصونه بالتكتم في سوريا ، لكنّهم نصحوه بمساعدة ابنة المسؤول السوري على إنجاز مشاريع شخصية ، و هي التقنية التي دفعت به إلى التقرب من مجموعة من الشخصيات و مصادر القرار ، و الحصول على معلومات مهمّة و من ضمنها معطيات دقيقة حول مخزون السلطات السورية من غاز الخردل و غاز VX اللذين يستعملان في هجمات بالغازات الكيماوية و يؤديان إلى إصابات خطيرة و حالات وفيات .

و بحسب الصحيفة أنّ المهندس احتج في عام 2011 عندما شك باستغلاله لأغراض استخباراتية ، لكنّ الإيطالي أخبره بأن التراجع مستحيل و طالبه بالمزيد من المعلومات و هو ما مكّن الإسرائيليين من تشكيل ملف دقيق عن الأسلحة الكيماوية السورية قدموه إلى نظرائهم الأمريكيين و الألمان و من نتائج العملية الاستخباراتية أنّ الاتحاد الأوروبي قرر في نهاية العام 2011 تجميد كل ممتلكات ” المركز السوري للبحوث و الدراسات ” و أرصدته في دول الاتحاد وعدة شركات وهمية كانت تستعمل لاقتناء المواد الأولى .

المصدر : فرانس 24

 

imgid215460

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى