الشأن السوري

أحياء “حمص” الآمنة ليس لها من اسمها نصيب ..

 
أطلق بعض سكان مدينة حمص على الأحياء السنية الخاضعة لسيطرة النظام مثل “الغوطة والحمرا والإنشاءات” لقب الأحياء الآمنة، تعبيراً عن عدم تعرضها لقصف قوات النظام والذي طال الأحياء الخاضعة لسيطرة الثوار، كحمص القديمة قبل أن يخرج ثوارها إلى الريف الشمالي أو كحي الوعر آخر الأحياء الثائرة والخارجة عن سيطرة النظام، والذي بات يتجه إلى هدنة مشوهة المعالم مع النظام.
 
ومن ناحية أخرى يرى البعض أن هذا الاسم لا يمت إلى واقع هذه الأحياء بصلة
وذلك بسبب حالات الاختطاف والاعتقال العشوائي للشبان لخدمة العلم و خدمة الاحتياط، فقد وصل عدد المعتقلين والمختطفين في هذه الأحياء إلى “600” شاب ورجل، منهم من يناهز عمره الـ٦٠ عام وذلك بعد أن أفسح النظام المجال أمام مؤيديه من اللجان الشعبية والدفاع الوطني بالمداهمات والاعتقالات و الخطف والابتزاز كوسيلة جديدة في اكتساب الأموال في ظل عجز النظام عن دفع مستحقاتهم المالية الكبيرة كما في سابق أيام الثورة.
 
ولم يجد ( عماد ) صاحب الأربعين عاماً ملاذاً آمناً إلا بالسفر خارج القطر السوري متوجها إلى تركيا وهارباً من ميليشيا النظام.
وأضاف بأن قريبا له وهو من عائلة معروفة وغنية كان قد طُلب من ذويه مبلغ “50” مليون ليرة سورية مقابل عودته سالماً إليهم ولم تنفع والده علاقاته مع بعض رؤساء أفرع الأمن في إيجاد ابنه، حيث تعمل هذه المافيات على مرأى من النظام وفروعه الأمنية
وتتمتع بقوة كبيرة وحصانة من كبار رجال النظام، فقد وصلت تسريبات عن شراكة حقيقية بين هذه المافيات و أسماء كبيرة بعضها مرتبط بالنظام و آخر بإيران بشكل مباشر كحزب الله والحرس الإيراني.
كما وصلت الأمور في هذه الأحياء إلى خطف فتيات وشبان ينتمون إلى الطائفة العلوية وطلب مبالغ مالية ضخمة لقاء إطلاق سراحهم.
 
فيما أبدى بعض سكان حي الوعر وشبابه مخاوفهم من وجود بند يسمح للنظام و فروعه الأمنية بالدخول إلى الحي والتفتيش في حال وقعت شروط الهدنة ،فعدم تمكن قوات الأمن من الدخول إلى الحي ومداهمتها المنازل هو من أعطى الأفضلية لهذا الحي الصغير ليكون ملاذاً آمناً لمعظم شبان المدينة الملاحقين من قبل أفرع الأمن أو ممن هم في سن خدمة العلم أو الاحتياط.
 
ويقول عمر ذو العشرين عاماً أن بقاءه تحت رحمة آلة الحرب الهمجية أحب اليه من أن يقع بإيدي المحققين والسجانين في الأفرع الأمنية أو الخاطفين من ميليشا النظام. 

28575_2_1374238848

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى