الشأن السوري

أكثر من 150 الف شخص ضحايا الفيسبوك في اسبوع

ساهم موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك” بشكل كبير بثورات الربيع العربي إنطلاقا من تونس ومرورا باليمن ومصر وليبيا وصولا الى سوريا , حيث كان منبراً للكلمة الحرة وانتقاد الأنظمة الدكتاتورية ونقل أخبار الثورات والترتيب للمظاهرات والأعمال الإغاثية والحصول على الدعم وغيرها من المزايا الاخرى التي ساعدت الناشطين كثيرا في عملهم وسهلت على العالم متابعة الاحداث في بلدان الربيع العربي لحظة وقوعها
سوريا البلد الأكثر معاناة والثورة الأطول مدة بين ثوارت الربيع العربي كان لناشطيها التجربة الاكبر مع شركة “فيس بوك” فبعد ان كان الفيس بوك هو الموقع المفضل للسوريين تحوّل مؤخرا الى كابوس يومي يزيد من بؤسهم ومعاناتهم , وخاصة مع القوانين الصارمة التي وضعتها إدارة الفيس بوك مؤخرا بهدف منع الترويج للارهاب او المساهمة في نشر اعمال المنظمات الارهابية ولكن الحقيقة مختلفة كما يراها بعض السوريين
ابراهيم الادلبي ناشط سوري من مدينة ادلب شمال سوريا حاله كحال الالاف من السوريين الذين اصبح موقع فيس بوك عدوا لهم بعد ان قام الموقع بأغلاقات متكررة للعديد من الحسابات الشخصية لهم
حدثنا ابراهيم عن معاناته مع الفيس بوك قائلا : منذ بداية الثورة قمت بأنشاء حساب شخصي على الفيس بوك بأسمي الحقيقي وكنية وهمية “الادلبي” نسبة لمدينة ادلب واشتهرت بهذا الاسم حيث نشطت كثيرا في نقل الاخبار والمواد المصورة من داخل سوريا واجراء اللقاءات الصحفية والتلفزيونية حول الثورة في سوريا وكان حسابي الشخصي على الفيس بوك أشبه بوطني الذي يجتمع به اصدقائي وعائلتي واجد به ذكرياتي ومغامراتي واكتب على جداره افكاري وما اشعر به , كنت اقضي الكثير من وقتي امام شاشة الكمبيوتر الخاص بي انقل الاحداث في مدينتي ادلب واتواصل مع الخارج واهاجم النظام السوري وجرائمه اليومية , كما كنت حريصا ان ابتعد عن نشر الصور والفيديو الذي يحتوي بداخله على مشاهد دموية او غيرها من الامور التي لا اتمنى لاحد رؤيتها من شدة قساوتها ,
ويتابع ابراهيم : لم اكن أتخيل ان يتحول الفيس بوك الى عدو لي يحاربني كما نظام الاسد ويمنعني من نقل معاناة اهلي في سوريا او من قول كلمات حرة في وجه دكتاتور ظالم ولكن للاسف هذا ما حدث , فقد قامت ادارة الفيس بوك بأغلاق اكثر من 15 حساب شخصي لي ولم اترك وسيلة الا واتبعتها لاثبات هويتي والالتزام بمعايير الفيس بوك دون نتيجة فلا تمضي ايام قليلة على انشاء حسابي الجديد الا ويعود فيس بوك لإغلاقه معللا ذلك بأسباب خيالية لا يقتنع بها طفل صغير , فمرة يتهمني بالارهاب واخرى يتهمني بالترويج للدعارة الى ان وصلت الى طريق مسدود لا حول لي به ولا قوة الا ان اتابع معاناتي اليومية مع الفيس بوك كما هي معاناتي مع نظام الاسد الظالم .

الجدير بالذكر ان ادارة الفيس بوك كانت قد اغلقت اكثر من 150 الف حساب شخصي وعام خلال الاسبوع الفائت يعود معظمها لعرب سوريون في خطوة لا يرى منها البعض الا تضييق الخناق على الناشطين السوريين ومنعهم من متابعة ما بدؤا به من ثورة حرية وكرامة .

11005523_429191577256850_1827544265_n

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى