حي القابون مثال للهدن المزيفة التي يتّبعها النظام في دمشق وريفها
منذ ما يقارب العام تقريبا بدء النظام اتباع سياسة المهادنة والتسوية والمصالحة في بعض المناطق المحررة في عموم سوريا وكان لدمشق وريفها النصيب الأكبر من تلك المهادنات التي أتت بعد فشل النظام فرض سيطرته بالقوة مما دفعه لحصار المناطق وتجويع سكانها حتى يضطروا للرضوخ لمطالب النظام وعقد تسوية معه
حي القابون الدمشقي كان احد المناطق التي شهدت مهادنة مع النظام ضمن شروط عديدة اتفق عليها الطرفان في وقت سابق الا ان النظام وكعادته لم يلتزم منذ اليوم الأول للثورة بأي وعد او اتفاقية عقدها
فحي القابون اليوم يكاد ان يشبه مناطق الغوطة المحاصرة في معيشته وتجويع سكانه بظل الحصار المفروض عليه من قبل قوات النظام التي تحيط بالحي من جميع مداخله بنقاط عسكرية تمنع دخول أي مادة غذائية الى داخل الحي
والجدير بالذكر ان المواد الغذائية المتواجدة في حي القابون حاليا تدخل عن طريق منطقة برزة والتي تكاد ان تكون هدنتها هي الأخرى شبه مكتملة مع النظام مما يجعل وضعها احسن حالا من حي القابون فالطريق اليها مفتوح والمواد الغذائية والتموينية تدخلها بشكل منتظم دون أي معوقات
ولكن طريق برزة الى حي القابون هو الاخر يتم اغلاقه مرتين بالاسبوع بشكل نهائي من قبل قوات النظام مما يؤدي الى انعدام بالخبز وبمادة حليب الأطفال لتستمر سياسة الضغط على سكان الحي بذلك
و بالرغم من ان اتفاقية الهدنة في حي القابون كانت تنص على انسحاب قوات النظام من مناطق سيطرتها وفتح طريق الحي وادخال مواد الغذائية الا ان جميع البنود لم تطبق وحتى ان الحي يقصف في الاسبوع مرتين او 3 تقريبا والاشتباكات مستمرة على عدة محاور بالحي بشكل شبه يومي
ويبقى بذلك حي القابون في مخاض لهدنة غير مكتملة ومعاناة مستمرة في ظل تجاهل لحال سكانه من قبل المعارضة والمؤسسات الاغاثية الدولية من جهة و خبث النظام في تطبيق مشاريعه على حساب تجويع الأطفال والمدنيين من جهة أخرى