الشأن السوري

الحشد الشعبي .. جرائم طائفية أمام صمت دولي

لطالما كانت الطائفية حاضرة في الحروب والانتكاسات التي أصابت العراق، خلال حكم صدام حسين وبعده، إلا أنه منذ صعود داعش في السنوات الأخيرة، أخذت الطائفية شكلاً مختلفاً تُرجم بظهور ميليشيات الحشد الشعبي الطائفية.

تكون الحشد الشعبي أو ما يعرف أيضاً بالحشد الَوطني من مليشيات شيعية مسلحة على غرار منظمة بدر وكتائب الإمام علي وكتائب حزب الله العراقي، وهي قوات شبه عسكرية تابعة للمؤسسة الأمنية العراقية.
برزت هذه الميليشيات بعد تصاعد نفوذ تنظيم داعش، وذلك إثر فتوى للمرجع الديني علي السيستاني “بالجهاد الكفائي” لتحرير العراق من داعش، إلا أنه سرعان ما ذاع صيتها في الجرائم الطائفية والابتزاز والسرقة، وغيرها من الممارسات التي عززت الشرخ الطائفي، وصبت في صالح داعش، نهاية الأمر.
تكريت


شكلت تكريت مسرحاً مناسباً لانتهاكات الحشد الشعبي، ومنها انطلقت الصرخات العربية والدولية ضد هذه الميليشيا، إذ ذكرت صحف عربية وعالمية ومنظمات دولية أن الحشد قام بعمليات نهب وإحراق الممتلكات، بعد تحرير الجيش العراقي لتكريت.

وتناقل الناشطون حينها تسجيلات لعملية تمثيل بجثتي شخصين من أهل المدينة وسط أجواء احتفالية.

من جهتها ذكرت وكالة رويترز أن مراسلها شاهد قيام عناصر من القوات العراقية والحشد الشعبي بقتل رجل بمدينة تكريت طعناً وسحْل آخر بحجة أنهما من عناصر داعش.

وبعد هذه الأحداث أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الجهات الأمنية بتتبع مرتكبي ما وصفه بـ “الأعمال التخريبية”.
إحراق سني


وبعد أن انحفرت أفعال الحشد الشعبي الطائفية بأذهان الشعب العراقي والعربي بتكريت، أثارت قضية انتشرت منذ أيام قليلة حول إحراق الحشد لشاب سني، الرأي العام المستنكر، فبعدما قيدوه وعلقوه قاموا بحرقه حياً.

ولم تتوقف جرائم مليشيا الحشد الشعبي في العراق عند سرقة المنازل وحرقها، وتنفيذ حفلات الإعدام الجماعية بحق المواطنين على أسس طائفية ضيقة، بل تعدت إلى التفنن بكيفية تنفيذ الجريمة وتصويرها وإطلاق ضحكات هستيرية حول الضحية بينما يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وأظهر فيديو انتشر على الإنترنت، قيام عدد من عناصر الحشد الشعبي وهم يعلقون شاباً، ويشعلون تحته ناراً أكلت ظهره وهو يصرخ، بينما يضحكون من حوله لينتهي المشهد المأساوي بوفاة الشاب متفحماً.

واعتبر البعض أن هذه الجريمة ترقى إلى جرائم داعش من مخالفات وانتهاكات إنسانية، بل ذهب البعض إلى أنها أكثر بشاعة، حيث تمثل هذه القوات إحدى الدروع العسكرية المعترف بها من قبل الحكومة العراقية، والتي تعتبر قوات حماية للمواطنين العراقيين وليست قوات بطش وتعذيب لهم.
جرائم حرب


وفي تقرير دولي عن الحشد الشعبي، اتهمت منظمة العفو الدولية الحشد الشعبي بقتل عشرات المدنيين السنة “بإعدامات عشوائية”، وأضافت أن ممارساتهم تصل لمستوى “جرائم الحرب”.

وأشارت المنظمة الدولية إلى أن حكومة حيدر العبادي التي تدعم وتسلح هذه المجموعات تغذي دوامة جديدة وخطرة من انعدام القانون والفوضى الطائفية في البلاد.

وأشارت المنظمة كذلك إلى أن المليشيات الشيعة أقدمت خلال الأشهر الأخيرة على اختطاف وقتل مدنيين سنّة في بغداد ومناطق أخرى من البلاد، وما انفكت هذه المليشيات التي غالباً ما تقوم الحكومة العراقية بدعمها وتسليحها تنشط وتعمل بمستويات متفاوتة من التعاون مع القوات الحكومية عبر موافقة ضمنية من هذه الأخيرة، وتنفيذ عمليات منسقة، بل حتى مشتركة فيما بينها.

وبسبب الممارسات المذكورة حملت منظمة العفو الدولية الحكومة العراقية المسؤولية إلى حد كبير، عما ترتكبه هذه المليشيات من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك جرائم الحرب.
الدعم الإيراني


وتلقى الحشد الشعبي دعماً عسكرياً ولوجستياً طائفياً من أحزاب ومنظمات شعاراتها طائفية متل “حزب الله اللبناني” وإيران، اشتمل على الأسلحة والخبرات العسكرية.

وترددت أخبار صحافية أن هناك جنوداً على الأرض العراقية تابعين لإيران، إلا أن الحكومة العراقية تنفي نفياً قاطعاً، إلا أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العباديّ اعترف بوجود مستشارين أجانب (غير عراقيين) وظيفتهم تقديم النصح والمشورة العسكرية فقط.
لبيك ياحسين


وفي إعلان صريح للحرب الطائفية التي تقودها هذه الميليشيات، صرح الحشد على لسان الناطق الرسمي باسم أحمد الأسدي، انطلاق عملية “لبيك يا حسين”، لتحرير محافظتي صلاح الدين والأنبار وانتزاعها من قبضة تنظيم داعش.

وأثارت هذه التسمية الطائفية، سخط المجتمع العربي والدولي، فيما اكتفت الولايات المتحدة بالتحذير من هذه التسمية، حيث “حذر” البنتاغون، من خطر استخدام قوات الحشد الشعبي العراقية المكونة من مسلحين شيعة لتعبير ديني شيعي كعنوان للمعركة ووصفها بأنها “غير مفيدة”.

ويتصاعد الخوف في العراق يوماً بعد يوم من إمكانية تفجر أزمة مذهبية كبرى في البلاد بين السنة والشيعة، خاصة على ضوء التطورات في الأنبار وسيطرة داعش على الرمادي، وما تبعها من منع دخول اللاجئين من الأنبار إلى بغداد، ووقوع حوادث بينها إحراق الوقف السني بالأعظمية.

المصدر :  24.ae

 

CGbVGEAW0AEIDfu

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى