الشأن السوري

من جسد الثورة السورية .. القامشلي

نبذة عامة عن المدينة :

تمتد مدينة القامشلي السورية على سفوح جبال طوروس بمحاذاة مدينة نصيبين التركية ويجتازها نهر يطلق عليه نهر ” الجقجق ” , وتتبع مدينة القامشلي إدارياً لمحافظة الحسكة ويُتبع لها عدة نواحي هي : تل حميس – عامودا – القحطانية , ويقدر عدد سكانها بما يقارب 88 الف نسمة حسب اخر إحصائية جرت في عام 2007 , ويقطن القامشلي خليط من السكان الكرد والعرب والسريان والاشوريين.

انطلاقة الثورة في المدينة :

شارك مدينة القامشلي كغيرها من المدن السورية في الثورة السورية حيث خرجت اول مظاهرة في المدينة من جامع قاسمو بتاريخ 4/11/2011 ارتفعت فيها الاصوات المطالبة بأسقاط نظام الحكم , ليتحول بعدها مسجد قاسمو منذ ذلك الحين الى هدفا أساسيا لقوات الامن التابعة للنظام كون موقعه هام في وسط المدينة وتفصله مئات الأمتار فقط عن المقرات الأمنية وتمثال حافظ الأسد في المدينة.

اقتحام جامع قاسمو من قبل النظام :
حاول النظام منذ الأشهر الأولى للثورة السورية إخمادها ، وخاصة بعد أن بدأت بزخم و قوة لدى أكراد سوريا , وذلك بالتحالف و التفاوض مع بعض القيادات والاحزاب الكردية ممن تملك مصالح مشتركة مع النظام السوري , لكن نظرا لانتفاضة الشباب المستقل ، و تشكيلهم لجان و تنسيقيات غير مرتبطة مع أي حزب او جهة سوى انتمائهم للثورة السورية بائت جميع هذه المحاولات بالفشل , مما دفع قوات النظام السوري بتاريخ 16/12/2011 الى اقتحام جامع قاسمو مهد الثورة في القامشلي واعتقال 200 شخصا ًكانوا بداخله ووضعهم في اقبية السجون حيث لا يزال عددا منهم قيد الاعتقال حتى اليوم , واقتحام جامع قاسمو من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي :
فرغم عمليات المداهمة والإعتقال لم يتمكن النظام من إخماد حركة المظاهرات و تجمع المتظاهرين في جامع قاسمو حتى بعد اقتحامه المسجد و حملة اعتقالاته التي شنها ضد الناشطين هناك, ومع استمرار وتيرة المظاهرات في المدينة و إزدياد أعداد المتظاهرين و نشاطاتهم تناسباً مع إزدياد وحشية النظام في قمع و قتل المتظاهرين في المدن السورية الأخرى , لجأ النظام الى استخدام ورقة حزب الاتحاد الديمقراطي ليكون شريكه و حليفه في محافظة الحسكة فوضع النظام اكراد سوريين في مواجهة اكراد سوريين خالقا حالة من الانقسام فيما بينهم , و بتاريخ 14/3/2012 تم الهجوم على المتظاهرين بداخل جامع قاسمو للمرة الثانية على التوالي ولكن هذه المرة من قبل عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي بعد مناوشات بينهم و بين الشباب الكرد لمتظاهرين , ليفرض حزب الاتحاد الديمقراطي من تاريخها سيطرته على جامع قاسمو بالقوة مانعا خروج أي مظاهرات منه تحت ذرائع و حجج مختلفة.

خاتمة :

إن سيطرة حزب الإتحاد الديمقراطي على جامع قاسمو لم يقض على حركة التظاهرات بشكل نهائي في المدينة التي استمر المتظاهرون فيها بالخروج من عدة نقاط أخرى , و بقيت منارة جامع (قاسمو) المنارة الأولى لثورة الكرامة في القامشلي , مع بدء تحولات في الثورة السورية عموما وفي القامشلي خصوصاً , حيث بدأت الثورة تتجه كليا نحو المقاومة المسلحة وبدء أبناء المدينة بالانخراط في صفوف تلك المقاومة وكتائب الجيش الحر هناك متخذين من ارياف القامشلي مقرات لهم , فيما بقي قلب مدينة القامشلي تحت سيطرة مشتركة ومتفق عليها بين النظام السورية من جهة وعدد من الأحزاب الكردية من جهة أخرى مما تحالفوا معه سابقا , واستمر الحال على ما هو عليه حتى ظهور تنظيم الدولة وبدء سيطرته على ريف القامشلي ومشاركته في محي الحراك الثوري المسلح من المنطقة ليتحول بعدها الحال الى صراع بين النظام والأحزاب الكردية المتحالفة معه من جهة ضد تنظيم الدولة من جهة أخرى حتى يومنا هذا.
^6BA8FF41C74EA2CC6792835163583E96363130CB0B4456C442^pimgpsh_fullsize_distr

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى