الشأن السوري

من جسد الثورة السورية … جبل الزاوية

مقدمة :
يعد جبل الزاوية جزء شماليا بالكتلة الجبلية السورية ويقبع في شمال محافظة ادلب على مساحة تقدر بما يقارب 60 كم بين معرة النعمان شرقا وحتى جسر الشغور غربا ومن اريحا شمالا حتى سهل الغاب جنوبا , ويضم عدد كبير من القرى والبلدات التي يقطنها ما يزيد عن 300 الف نسمة من السكان , كما يمتاز جبل الزاوية بعدد من المناطق الاثرية أهمها في بلدتي البارة وفريكا التي تعود الى العصر البيزنطي وبلدة الرويحة الاثرية التي تعود للعصر الروماني.

بداية الثورة في جبل الزاوية :
يعتبر جبل الزاوية من السباقين في الثورة السورية وقد شارك بالثورة السورية منذ ايامها الأولى وكانت اهم المظاهرات التي انطلقت به في بداية الثورة هي مظاهرة بلدة الرامي التي كانت محررة منذ أيام الثورة الأولى مما يجعل سكان القرى الأخرى يتجهون اليها للتظاهر، و بتاريخ 6\5\2011 خرج أبناء قرية الرامي وبعض القرى المحيطة بها متوجهين لتمثال حافظ الأسد في مدينة اريحا حيث خرجت اول مظاهرة بجبل الزاوية في بلدة الرامي وانطلقت المظاهرة وكسر المتظاهرون تمثال حافظ الاسد في مدينة اريحا معلنة بداية التخلص من حكم عائلة الأسد في محافظة ادلب.

كما شهد جبل الزاوية مظاهرة ضخمة جداً فاق عدد المشاركين فيها الـ 10,000 متظاهر حينها في بلدة كفرنبل بتاريخ 20\5\2011 والتي رفع بها أحرار البلدة لافتات أصبحت منارة للثورة السورية حتى يومنا هذا.
وكباقي المدن السورية حاول النظام قمع المظاهرات مستخدماً القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي بادء الامر ليتحول بعدها للرصاص الحي والاعتقالات والتعذيب الذي دفع اهل الجبل الى حمل السلاح للدفاع عن قراه وتحريره.

بداية العمل العسكري :
يعد جبل الزاوية من أولى المناطق في سوريا التي حملت السلاح ضد النظام السوري , كما تم تشكيل أولى الفصائل العسكرية على مستوى سوريا وهي كتيبة شهداء سوريا التي قادها جمال معروف في بلدة دير سنبل، لتليها بعد مدة قليلة كتيبة صقور الشام بقيادة احمد عيسى الشيخ في بلدة سرجة، ثم تطور الامر وتتالى تشكيل الفصائل العسكرية التي تمكنت من تحرير الجبل وانتقلت لتحرير باقي المحافظة , وسقط خلال معارك الثوار في جبل الزاوية منذ بدء العمل العسكري وحتى اليوم مئات الشهداء خلال المعارك تجاوز عددهم الـ5000 ثائر مسلح وكان اولهم الشهيد داوود عيسى الشيخ ( من بلدة سرجة ) والذي قتل خلال أولى معارك الثوار مع النظام على مشارف بلدة الرامي بعد أن حاول النظام اقتحام جبل الزاوية حينها فتصدى له الثوار بأسلحتهم الفردية الخفيفة ليسقط في تلك المعركة 5 شهداء.

الدمار :
منذ السنة الأولى وحتى اليوم لم يتوقف النظام عن قصف جبل الزاوية مما جعل سكانه ينزحون بنسب كبيرة الى مناطق أخرى بعيدة عن الجبل وبعضهم الى دول جوار سوريا , حيث تعد قرى جبل الزاوية مدمرة بشكل شبه كلي وأكثرها بلدة سرجة الخالية من سكانها ومدمرة بشكل شبه كامل , فقد تعرض الجبل لقصف بشتى أنواع السلاح المدفعي والصاروخي والجوي الذي يملكه النظام كما تعرض للقصف بالغازات السامة اكثر من مرة والتي قتل بها العديد من الأشخاص ولا يزال النظام مستمر في قصفه حتى اليوم

خاتمة :
بعد تحرير الجبل من النظام بسطت فصائل الجيش الحر سيطرتها الكاملة هناك ليبدأ بعدها ظهور تنظيم الدولة وجبهة النصرة ثم وقف ثوار الجبل بوجه تنظيم الدولة وتم طرده من محافظة ادلب بالكامل , إلا أن النصرة عادت لفتح معارك جديدة في جبل الزاوية تمكنت على إثرها من القضاء على جبهة ثوار سوريا بقيادة جمال معروف والعديد من فصائل الجيش الحر في ادلب لتصبح هي وأحرار الشام القوى الأكبر والأكثر سيطرة في المحافظة حالياً.

جبل الزاوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى