الشأن السوري

من جسد الثورة السورية … القابون

لمحة عامة عن الحي :
يقع حي القابون في الجهة الشمالية الشرقية من العاصمة دمشق على مسافة 4 كم عن مركز المدينة , ويشغل الحي موقعا استراتيجيا هاما كونه يعد صلة الوصل بين الغوطة الشرقية ( عربين – حرستا ) مع قلب العاصمة دمشق ( الصالحية ) من جهة الغرب , كما يجاور الحي كل من احياء برزة شمالا وجوبر جنوبا , ويشكل حي القابون عقدة طرقية هامة تسمى ” عقدة القابون ” حيث يجتاز الحي الطريق الدولي ( حمص – دمشق ) ويضم الحي كراجات الانطلاق والوصول الرابطة بين العاصمة دمشق وباقي المحافظات السورية أي ان الحي يعتبر بوابة دمشق.
يبلغ عدد السكان القاطنين في حي القابون ما يقارب ثمانين الف نسمة يشكل نصفهم السكان الأصليين فيما يعد الباقين وافدين جدد الى الحي , ويشكل الملسمين السنة الغالبية الأكبر في الحي بينما تنتشر بعض الطوائف الأخرى ( العلويين – الشيعة ) على اطراف الطريق الدولي في الحي وفي منطقة الحفيرية.
بحسب الروايات ان أصل تسمية القابون بهذا الاسم تعود للعهد الارامي حيث كان يطلق على المنطقة تسمية “آبونا” وتعني مكان تجمع المياه ثم مع مرور الزمن حرّفت الكلمة حتى أصبحت القابون , وفي رواية أخرى ان كلمة قابون تعني ( عامود ) وهي كلمة سريانية اطلقت على الحي سابقا.

بدايات الثورة السلمية في القابون :
منذ أيام الثورة السورية الأولى انتفض سكان القابون بوجه نظام الحكم حيث خرجت أولى مظاهرات الحي في وقت مبكر جدا من تاريخ الثورة منادية بالحرية واسقاط النظام وذلك بتاريخ 25-3-2015 , لتتوالى بعدها مظاهرات اكبر وبشكل شبه يومي حتى تاريخ ” الجمعة العظيمة ” والتي كان اول استخدام للرصاص الحي فيها من قبل قوات النظام ضد المتظاهرين من سكان الحي ليسقط على اثرها 5 شهداء وذلك بتاريخ 22 – 4 – 2011 وهم اوئل شهداء حي القابون.
( أحمد عبد الواحد – انس الصغير – سامر ادريس جوعانة – خالد الهبول – رفيق عبد الواحد ) وكان هؤلاء الشهداء بداية لسلسلة من اجرام النظام في الحي فلم تعد تخلوا مظاهرة بعدها من مصابين وشهداء برصاص قوات النظام التي عملت جاهدة على ابعاد شبح المظاهرات عن العاصمة دمشق.

الانتقال الى الحراك المسلح واهم احداث الحي العسكرية :

بعد ما شهده الحي من قمع للمظاهرات تحول أبناء الحي الى مرحلة الدفاع عن انفسهم فحملوا السلام المتوفر واشتروا بعض السلاح الخفيف واخذوا بتشكيل مجموعات وكتائب صغيرة داخل الحي لتبدأ اول معركة في حي القابون بتاريخ 10 -2 – 2012 والتي خسر بها النظام ما يقارب 200 من عناصره وعدد من الياته بعد اشتباكات قوية اندلعت على الاتستراد الدولي في الحي , ثم تتالت المعارك في الحي واستبسل الثوار هناك بالدفاع عن مناطقهم وتحولوا للهجوم حيث كانت ” معركة الباصات ” بتاريخ 22 – 6 – 2012 والتي تمكن الثوار خلالها من تدمير 5 باصات مبيت مليئة بجنود وشبيحة النظام مع تدمير سيارتين تقلان بداخلهما ضباط من جيش وامن النظام بالإضافة لاعطاب دبابتين بتلك المعركة.
وفي رمضان 2013 شهد حي القابون معركة قوية استخدم فيها النظام للمرة الأولى الطيران المروحي والمدافع الثقيلة حيث تعرض الحي حينها لقصف بمختلف أنواع السلاح من هاون وصواريخ وطيران ومدفعية وسقط ما يقارب الـ 20 شهيد من أبناء الحي فيما خسر النظام عدد كبير من قواته والياته بتلك المعركة.
بتاريخ 19-6-2013 بدأت قوات النظام حملة كبيرة للسيطرة على المنطقة الصناعية وتمكنت منها , بعدها قام النظام بشن حملة أخرى للسيطرة على أطراف الاوتستراد استخدم فيها الطيران الحربي وصواريخ أرض – أرض من نوع غراد  حيث استهدف الحي بقرابة الـ 50 صاروخا في اوائل ايام المعركة والتي ادت الى جعل حارات بكاملها اثرا بعد عين , و استطاع النظام السيطرة على قسم من الحي يطل على الأتستراد ( قطاع شركة بردى ).
بقي الحي بعدها في وضع هدنة مع النظام حتى تاريخ 6-2-2015 حيث بدء الثوار وقتها حملة للسيطرة على المنطقة الصناعية ومؤسسة الكهرباء في الحي فيما بقيت شوارع داخل الحي هادئة نسبيا يتخللها سقوط بعض القذائف بين الحين والآخر.

خاتمة :
لا يزال حي القابون الثائر في وجه النظام محافظاً على رغبته بالحصول على الحرية والكرامة رغم ما تعرض له من دمار والذي بلغت نسبته ما يزيد عن 70 % من اجمالي مساحة الحي فعدا عن الدمار بالصواريخ والاسلحة فقد قامت قوات النظام بعد معركة رمضان الأولى بحملة جرف للمنازل في المنطقة الصناعية شملت اكثر من 300 منزل و400 محل تجاري محاولة طمس معالم الحي وابادته كلياً.

^B2C8DE85EA8B3A01577F134BC53A5768B370DACF8ABF37EC48^pimgpsh_fullsize_distr

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى