الشأن السوري

من جسد الثورة السورية .. تلبيسة

يمتد ريف حمص الشمالي الى الشمال من مدينة حمص ابتداءا من اطراف المدينة بشكل مباشر وحتى مسافة تزيد عن 20 كم تقريبا وصولا الى مدخل مدينة حماه الجنوبي , ويضم ريف حمص الشمالي مدن وقرى وبلدات تشكل تجمعات سكانية يتجاوز عدد قاطنيها 200 الف نسمة , وتعد مدينتي الرستن وتلبيسة اكبر تلك التجمعات بالإضافة لعدد من القرى والبلدات وهي ( الدار الكبيرة – هبوب الريح – الحلموز – الغنطو – تيرمعلة –الفرحانيتين الغربية والشرقية –غرناطة – الزعفرانة –المكرمية –السعن – حوش حجو – عيون حسين – ديرفول –عسيلة –ابوهمامة –عزالدين – غاصبية النعيم ) , ويفصل ريف حمص الشمالي عن الريف الشمالي الغربي المتمثل بسهل الحولة مجموعة قرى هي ( كفرنان – تسنين – الوعرة  – حوش الزبالة  – جبورين – قني العاصي )

مدينة تلبيسة :
ثاني اكبر تجمع سكاني في ريف حمص الشمالي والواقعة على مسافة ما يقارب 10 كم عن مركز مدينة حمص شمال والى الجنوب من مدينة الرستن في مسافة مماثلة تقريبا , وتشتهر المدينة بثروتها الزراعية كونها في سهل خصب تمتد فيه الحقول على مسافات شاسعة كما تشتهر المدينة بقلعتها الاثرية مع المدخل المميز لها كرمز تاريخي يقبع في اعلى نقطة بالمدينة

بداية الثورة في مدينة تلبيسة :
تعد مدينة تلبيسة من أولى المدن المنتفضة على نظام الحكم في سوريا حيث خرجت اول مظاهرة فيها ضد النظام تضامننا مع أطفال درعا بتاريخ 25\3\2011 والتي شارك بها معظم شبان البلدة , كما تعد مدينة تلبيسة من أوائل من لجأ لقطع الطرقات العامة بهدف شل حركة النظام كونها واقعة على طريق دولي دمشق – حلب
قدمت مدينة تلبيسة اول شهداء محافظة حمص بتاريخ 1\4\2011 حيث ارتقى فيها الشهيد سامر حويري على يد عناصر مفرزة امن الدولة في مدينة تلبيسة , كما شهدت المدينة مظاهرات عارمة في الأشهر الأولى من عمر الثورة كانت اشهرها المظاهرات التي خرجت في ما يسمى ” جمعة الغضب ” بتاريخ  29\4\2011 والتي شارك فيها الالاف من سكان المدينة والقرى المجاورة لها وانتهت بأولى المجازر التي شهدتها المدينة حينها بسقوط ما يقارب الـ 10 شهداء وعشرات الجرحى , وحينها بدأ النظام باستخدام سلاحه الثقيل من دبابات ومدرعات كظاهرة كانت الأولى من نوعها في عموم سوريا
تميزت مدينة تلبيسة بظاهرة البث المباشر الحي للمظاهرات على شاشات المحطات الفضائية كظاهرة كانت الأولى من نوعها في الثورة السورية والتي نقلت على الهواء مباشرة المظاهرات العارمة التي كانت تخرج بالمدينة وقمع النظام لها وكان اول بث مباشر من المدينة في ” جمعة ازادي ”

الحراك العسكري :
كغيرها من المدن السورية تعرضت تلبيسة لقمع عينف من قوات النظام مما دفع أبنائها لحمل السلاح دفاعا عن مدينتهم وأهلها وبدأوا بتشكيل مجموعات صغيرة بالاشهر الأولى للثورة سرعان ما تطورت لتتحول الى كتائب , فقد كان تشكيل الضابط الاحرار او لواء خالد ابن الوليد العامل في ريف حمص الشمالي هو اول تشكيل عسكري في الثورة السورية تبعه كتائب الفاروق العاملة أيضا بالريف الشمالي والتي لمعت على مستوى سوريا عموما بقيادة الضابط المنشق عبد الرزاق طلاس ابن مدينة الرستن , ويعد لواء الايمان احد اشهر التشكيلات العسكرية بمدينة تلبيسة بقيادة أبو حاتم الضحيك الذي استشهد في السنة الماضية خلاله معارك لواء الايمان ضد النظام

خاتمة :
قدمت مدينة تلبيسة العديد من الشهداء على مدار سنوات الثورة حيث وصل عدد الشهداء فيها الى 938 شهيد لتكون اكثر مدن الريف الشمالي إحصائية بالشهداء , فيما يبلغ عدد معتقلي المدينة 485 معتقل لا يزال الكثير منهم في سجون النظام حتى اليوم , بينما كان لمدينة الرستن الخطوة السباقة في اسقاط اكبر تمثال لحافظ الأسد والذي كان يتربع على مدخل المدينة الجنوبي
تجاوز عدد الشهداء في مجمل الريف الشمالي اكثر من 2000 شهيد لتلبيسة النصيب الأكبر واكثر من 1000 معتقل , كما ويمتاز الريف الشمالي باجتياز نهر العاصي له , ويضم الريف سد الرستن الكبير الذي بني قبل نظام الأسد والجسر الذي يربط مدن سوريا الشمالية بالجنوبية ممتد لمسافة ما يقارب 1 كم فوق وادي عميق.

تلبيسة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى