أخبار العالم

حميدتي مستعد للتفاوض مع البرهان بشرط.. وظهور تفاصيل جديدة عن “العشاء الأخير” بين الجنرالين

بعد قتال عنيف أسفر عن وقوع مئات الضحايا في السودان، أعلن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي”، مساء أمس الجمعة، عن استعداده للتفاوض مع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، بشرط وقف إطلاق النار، فيما كشف في الوقت ذاته دبلوماسي سوداني تفاصيل جديدة عن “العشاء الأخير” بين الجنرالين.

– حميدتي مستعد للتفاوض مع البرهان بشرط

في تصريحات لشبكة “بي بي سي”، وجه حميدتي، رسالة للجيش مفادها أن قواته لا تريد الحرب، حيث قال: “رسالتي لقوات الجيش أننا لا نريد محاربتكم .. عودوا إلى ثكناتكم ولن نقاتلكم”.

وأكد أنه مستعد لإجراء مفاوضات شرط وقف إطلاق النار، مطالباً بوقف الأعمال العدائية، حسب وصفه، مشدداً على أن التفاوض يأتي بعد وقف النار، ولا مباحثات قبل ذلك.

وأشار إلى أن قواته لم تبدأ الحرب، إذ قال: “لم نطلق الرصاصة الأولى، وفوجئنا بأن البلد مغلق وبدأوا في إطلاق النار علينا.. طالبنا بالهدنة منذ اليوم الأول للحرب، وبدأنا بفتح ممرات إنسانية داخل مناطق سيطرة قواتنا”.

ومساء أمس الجمعة، أعلنت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على 90% من كامل ولاية الخرطوم، واتهمت الجيش بخرق الهدنة من خلال مواصلة هجماته بالطيران والمدفعية، مجددة “التزامها الكامل” بوقف النار المعلن.

وجاء هذا الإعلان بعد تبادل اتهامات بين الطرفين حول خرق الهدنة المعلنة الخميس لـ72 ساعة، حيث اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بمواصلة خرق الهدنة من خلال القصف بقذائف الهاون لمناطق بحري وأم درمان والخرطوم، فيما أكدت الأخيرة أن قوات الجيش هي التي انتهكت وقف النار.

- حميدتي مستعد للتفاوض مع البرهان بشرط
– حميدتي مستعد للتفاوض مع البرهان بشرط

– تفاصيل العشاء الأخير

وعلى صعيد آخر، وبعد انتشار تفاصيل عن “العشاء الأخير” الذي جمع طرفي الصراع في “حرب الجنرالين” التي أوصلت السودان إلى نزاع دامٍ، خرج دبلوماسي سوداني مقرّب ليكشف تفاصيل جديدة عن ذلك اللقاء.

ونقلت وكالة “رويترز” عن الدبلوماسي الذي لم تسمه، قوله: إن قائد الجيش السوداني التقى قائد قوات الدعم السريع في مزرعة على مشارف الخرطوم، يوم الثامن من أبريل/نيسان الجاري، أي قبل أسبوع تماماً من بدء اشتباكات شغلت المنطقة بأكملها خلال الأسابيع الماضية.

وأوضح أن هذا كان اللقاء الأخير بين الطرفين المتصارعين قبل بدء المعارك الدامية، حيث طلب يومها البرهان من حميدتي انسحاب الدعم السريع من الفاشر في دارفور غرب السودان، وأيضاً وقف تدفق الدعم السريع إلى الخرطوم.

وفي المقابل، ذكر الدبلوماسي، أن حميدتي طلب من البرهان، سحب القوات المصرية من “قاعدة مروي الجوية”، وذلك خشية استخدام هذه القوات ضده.

لكن المفاوضات لم تجرِ على ما يرام، فبينما كادت جهود الوساطة في ذاك اليوم تنجح، حيث إن الطرفين تحدّثا على انفراد ووافقا على خفض التصعيد، تعقدت الأمور مجدداً.

وأشار الدبلوماسي إلى أن حميدتي كان “ساخطاً”، كما استمرت الخلافات بين الطرفين حول تحديد تسلسل القيادة في البلاد، رفض إثرها حميدتي رفع التقارير للبرهان، مشدداً على ضرورة رفعها لبرلمان منتخب، وهو ما رفضه قائد الجيش.

ويذكر أن هذه التطورات جاءت بعد أيام من كشف تقرير أمريكي، أن الجنرالين كانا على موعد مع اتفاق تاريخي يأمل به الوسطاء الغربيون والسودانيون أيضاً، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وأضافت الصحيفة حينها أن الرجلين قطعا وعودا وقدما تنازلات، حتى إنهما تناولا العشاء معا.

ورغم ذلك، أفادت المعلومات بأن الآلات العسكرية المتنافسة كانت تستعد للقتال، فما إن هل الليل حتى تدفقت القوات بهدوء على معسكرات الجيش المتنافسة في جميع أنحاء العاصمة الخرطوم، ثم حاصر المقاتلون شبه العسكريين من قوات الدعم السريع قاعدة “مروي” التي تضمّ طائرات حربية من مصر.

وقبل 3 أسابيع، شهدت تلك المنطقة توترات أفضت لاشتباكات دامية لم ينته منها السودان حتى اليوم رغم كل الهدن الدولية المعلنة فيه.

حيث جرى التوصل منذ اندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل/نيسان، إلى عدة هدن لكن جميعها فشلت في الثبات، وتخللتها العديد من الانتهاكات.

وأسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل 512 شخصاً على الأقل وجرح الآلاف، بحسب بيان لوزارة الصحة السودانية، لكن عدد الضحايا قد يكون أكثر من ذلك بكثير نتيجة القتال المستمر.

كما نزح الآلاف من الخرطوم والمناطق المحيطة بها إلى ولايات أخرى أكثر أمناً، وسط شح المواد الغذائية، ومياه الشرب، وانقطاع الكهرباء، وارتفاع أسعار الوقود.

- حميدتي مستعد للتفاوض مع البرهان بشرط
– حميدتي مستعد للتفاوض مع البرهان بشرط

اقرأ أيضا:

)) البرهان يكشف ما طرحه على “حميدتي” لإنهاء الصراع في السودان محذراً من امتداده

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى