الشأن السوري

أنفاق الغوطة الشرقية محور الخلاف الرئيسي الذي تتصارع من أجله فصائل الثوار هناك

أشهر طويلة من الحصار الخانق على الغوطة الشرقية في ريف دمشق جعل من الأنفاق التي حفرها الثوار المتنفّس الوحيد لتلك المنطقة يستخدمها البعض في التنقل من داخل الغوطة الى خارجها وبالعكس, إضافة لاستخدامها كخطوط امداد عسكرية ولوجستية للحفاظ على صمود الغوطة الشرقية وسبل الحياة فيها.

إلا أن تلك الأنفاق تحولت مؤخراً من نعمة الى نقمة على سكان الغوطة الشرقية وأصبحت كابوسا يخيم فوق صدورهم بعد ان بدأت بعض الفصائل العسكرية بالغوطة الشرقية تتصارع على إدارة تلك الانفاق, حيث يستخدمها البعض كمصدر لجمع الأموال الطائلة والتحكم بالمنطقة على حساب حياة المدنيين من سكان الغوطة.

حيث شهدت الأيام الماضية خلافات كبيرة بين عناصر جيش الإسلام ولواء فجر الامة التابع للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام والمتمركز في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية , وذلك بعد اعتقالات متبادلة بين الطرفين ونصب الحواجز من قبل كل طرف لاصطياد عناصر الطرف الآخر وإلقاء كل اللوم على الجهة الأخرى وتوجيه الاتهامات لها إلا أن الخلاف الرئيسي بين الفصيلين يعود لسيطرة قائد لواء فجر الامة ” أبو خالد الدقر ” على النفق الممتد من حرستا الى داخل الغوطة الشرقية والذي قال جيش الإسلام في بيانه ان هذا النفق يعود لجيش الإسلام وان لواء فجر الامة قد سلبه إياه قبل خمسة اشهر.

ومن جهته شهد حي القابون الدمشقي اشتباكات بين جيش الإسلام واللواء الأول في حي القابون بسبب خلاف أيضاً حول نفق يصل حي القابون بالغوطة الشرقية مما أدى الى إغلاق النفق كلياً منذ ذلك الحين وعلى خلفية ما جرى.

وبدوره قام فيلق الرحمن يوم امس بتسليم الأمانة العامة في الغوطة الشرقية النفق الذي تحت رعايته والواصل بين بلدة برزة والغوطة الشرقية , وكلّفت قيادة فيلق الرحمن الأمانة العامة بتسيير الأمور عبر النفق حيث أصبحت بطاقات العبور من الغوطة الى برزة عن طريق المجالس المحلية حصرا وتحت معاملة تحتاج الى بعض الأوراق كبراءة الذمة والتقارير الطبية وغيرها من الأوراق الأخرى حسب نوع حالة العبور , مع العلم ان برزة والتي كانت تدخل منها بعض المواد الغذائية الى الغوطة الشرقية امحاصرة من قبل قوات النظام منذ اكثر من شهر والأسعار بداخلها تشهد ارتفاعاً كبيراً في الآونة الأخيرة مع نقص بالكميات المتوفرة فيها.

وبذلك استطاع النظام بحصاره الطويل للغوطة الشرقية أن يعزز الخلافات بداخلها والتي تعود للحاجة أحيانا وللظلم والتسلّط والتجارة أحيانا أخرى, وبقيت قواته ” أي النظام ” تقف متفرجة على ما تشهده الغوطة الجريحة وسكانها الأبرياء من صراعات داخلية بين فصائلها.

11742670_644244959044123_3393308473592841304_n

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى